طفلة

13.2K 520 231
                                        


همس الرجُل من الجِهة المُقابِلة " سوف تذهب لمقابلة نور المنصور .. " قطب حُسام حاجبيه بتساؤل لغرابة الاسم عليه .. فهمس الرجُل " اُريدُ رؤيتكَ اليوم .. وسأُطلِعُكَ على التفاصيل .. "
" حسناً .." تمتم حُسام بهدوء وفي قلبه شعوراً غريباً حول هذه المُهِمّة بالذات ، ولكنّ هذا الرجُل بالذات لا يستطيع ان يرفِض لهُ ايّ طلب فهو ...

قاطع شروده دخول مُدير مكتبه يُذكِرهُ بأحد إجتِماعاته المُهِمّة ليزفِر مُعيداً شعرهُ المُتشابِك الى الخلف بفوضوية و يتحرّك بهدوءه المهيب مُعيداً جُلّ إهتِمامه للعمل .

في المساء ، إبتسم المجهول ابتسامة ماكرة قائلا "سوف تذهب لمقابلة السيدة نور المنصور ، وهذا الملف به كل المعلومات عنها ، وايضا المطلوب منك.. اعلمُ انّ الموضوع ليس له علاقة بعملك ولكنني متأكد بأنك سوف تساعدني ، و ايضاً إخترتُكَ انتَ بالذات لأنني اثِقُ بك .. لابد ان يتم كُلّ شيء بمنتهى السرّية .. ايّ انّك ان تُخبِر ايّ احد بما دار بيننا .. وخاصّة مازن ، يجب ان يكون بعيداً عمّا نفعلهُ وإلاّ سيضيع كُلّ ما خططا لأجله .. " أخذ حُسام الملف و اخذ ينظر اليه بتركيز شديد ثم اعتدل قائلا "امرك سيدي" .

.
.

بعد ايام ، وفي ذات المطعم ..  يجلس حُسام ومازن -الذي يدورُ بعينيه بحثاً عن النادِلة الغجرية التي لا زالت صورتها مرسومة على نافِذة ذاكِرته الاّ انّ لكمةً على كتفه افاقتهُ من شروده ليقول حُسام ضاحِكاً "ما هذا الشرود  ؟انا اتحدث منذ ساعة ،وانت في علم آخر .. أوقعتَ في الحُب ّام ماذا ؟؟"

إبتسم وقال بشرود وكأنه يحادث نفسه " لا اعلم ، ولكن تلك الغجرية ما زالت عالقة برأسي، اشعر بالفضول حولها ..  اود معرفتها بشدّة .. " قطب حُسام حاجِبيه بتفكير وهمس بِحِيرة " تلك النادِلة ؟ .. " اومأ بشرود قبل ان يلتفِت بحثاً عنها و يُعيد نظره الى حُسام هامِساً بخيبة " يبدوا انها لم تأتي اليوم .. "

إزدادت دهشة حُسام ليهتِف مُبتسِماً بعبث " إذن ؟ .. " إبتسم مُرغماً وهمس بخُبث " إذن ؟ لقد اعجبتني و اُريدُ ان نُصبِح اصدِقاء رُبما .. " فهِم حُسام نظرة صديقه جيداً وادرك انها إمرأة اُخرى ستنضمّ الى قائمة جميلات مازن الﻵتي يلهو بِهِنّ بإسم الصداقة مُتمنِياً ان تحتلّ إحداهُنّ مساحةً بقلبه ولكن هيهات لإمرأة ان تُسيطِر على جموح رجُلٍٍ مثل مازن لذا ينتهي الامر كما إبتدأ تماماً صديقة اُخرى لقائمة الصديقات الكثيرات .

لم يُعلِق حُسام مُكتفِياً بتغيير الموضوع قائلاً " سوف اذهب الى احد القرى الصغيرة قرب المدينة لدي بعض الاعمال"إقترن حاجبي مازن بتفكير وقال "عمل ماذا في القرية؟.. "
اجابه حسام " سوف اخبرك لاحقا لانني سأذهبُ ليلاً بالسيارة ولابُدّ ان انام الان لأنّ الطريق سيكون طويلاً .. " اجاب مازن بإيماءةٍ صغيرة وعيناهُ تدور لآخر مرّةٍ ببريقٍ مُختلف تُغلّفهُ اللهفة .

عناد " الرواية قيد التعديل "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن