تابع البارت الخامس عشر

173 15 0
                                    


وقفت تلك الفتاة ذات الرابع عشر ربيعاً في إحدى المطارات
حيث الكثير من الناس يسيرون هنا و هناك و بجانبها فتى بمثل عمرها ذو عينين زرقاوين و شعر رمادي
بدآ على الفتاة بعض الحزن و هي تقطب بحاجبيها و قد بدأت عينيها العسليتين تلمع إثر بعض الدموع المحبوسة
أما الفتى فقد كانت ترتسم على وجهه ابتسامة بسيطة و هو يحدثها
فيقول : لا تحرني ! أعدك أنني سأعود السنة القادمة
ردت الفتاة بنبرة حزينة : و لكنك ستغيب سنة كاملة

- تعلمين أنني مضطر لذلك .. إنه عمل وآلـدي و لا يمكن أن يتركني مع أمي وحدي هنا
- و لكن .. يمكنك العيش معنا لنذهب إلى المدرسة سوياً
- لا تخافي سنظل صديقين !!
- أتعدني يا دانيال ؟
- بالتأكيد جاسمن !

تلاشت صورته فجأة و رفعت رأسها على عجل
لتجد نفسها في مكان فسيج جداً قد علقت عليه بعض الزينة
و طاولة قد وضعت أمامها عليها الكثير من الحلوى والمشروبات
اتسعت عينيها و هبت لتقف و لكنها كانت تجلس على كرسي قد أوثقت به بإحكام
حيث كانت يديها مربوطة بالحبال من خلفها و قدميها مربوطة بقوة على قائمتي الكرسي الأمامية
لـ تدرك أنها ما زآلت بين أيديهم ..
كانت الأجواء حولها كالحفلة و هي تتلفت يمنة و يسرة
حتى ظهر صوت لحن ما لتتسع عيني جاسمن
- Happy bearth day to you .. Happy bearthday to you

ثم ضحك بصوت عالٍ دون أن يكمل و ظله يرتسم على الأرضية من جوانب عدة بسبب الأضواء الكثيرة
حتى ظهـر من بين الظلام و بين يديه كعكة فانيللا مغطاء بالكريمة البيضاء
و عليها بضعة شموع ملونة تشتعل نارها الحمراء ليتناسق مع لون عينيه الأحمر
سار بهدوء و جاسمن تنظر إليه ببرود حتى وضع الكعكة على الطاولة و أدار برأسه نحو جاسمن

رين بابتسامته الشريرة : مبآرك لكِ أيتها العزيزة .. هاقد بلغتِ اليوم ثمانية عشرة سنة كاملة

ظلت جاسمن تنظر إليه بكل برود دون أن يظهر عليها أي خوف أو تفاعل
ليبدأ رين بأن يشعر بالغيظ فيتابع : ثلاث سنوات من الأسر .. و ثلاث أخرى من المطاردة
أخبريني أي جزء تفضلين ؟ القضاء على أصدقائك أم الهروب من الموت ؟

ابعدت جاسمن بنظرها عنه بطريقة متجاهلة
فازداد غيظ رين و مد يده إليها ليمسك بشعرها و يشده بقوة فتطلق جاسمن صرخة متوجعة
رين يصرخ بغضب : أجيبيني عندما أسألك !!
جاسمن بحزم تحاول إخفاء ألمها : لن أجيبك عن أي شيء و لن أنفذ أي مما تريدون
أنا راضية بموتي الآن .. هيا اقتلني يارين ! اقتلني و ستظلون أسرى هنا إلى الأبد

نظر رين نحوها بحنق و ازداد غيظه أكثر و هو ينظر نحو تلك الفتاة التي لا تخاف منه
إنه يشعر بأن غضب العالم كله يتجمع فيه .. يكره هذه الفتاة بشدة و يريد أن يقتلها
بل أن يمزقها قطعة قطعة و يشوه ملامح وجهها و لكنه لا يستطيع .. إنه بحاجة إليها ليتحرر
و سيده أمره بـ أن يبقيها على قيد الحياة حتى تقوم بإكمال التعويذة
أشاح بوجهه عنها و ابتعد قليلاً حتى لا يقدم على أمر متهور فينظر في أرجاء الجيمانزيوم
تلك الزينة المعلقة .. الزهور .. الحلويات .. العصيرات
و الساعة أمامه تشير إلى الثانية عشرة و إثنى عشر دقيقة
تنهد بهدوء ثم همس لنفسه و هو ينظر نحو عقارب الساعة : لقد تأخر السيد .. لابد ان هناك ما يشغله
أما جاسمن فقد بدأت تشرد بذهنها و هي تنظر نحو الكعكة الموضوعة أمامها
حتى بدأ رين بمقاطعة أفكارها و هو يقول دون أن يدير بجسده ..
رين بهدوء : هل تذكرين ؟
رفعت رأسها تنظر إليه من الخلف فيتابع بهدوء : هل تذكرين تلك الليلة المشئومة ؟ قبل ثلاثة سنوات ؟
لماذا كنتِ أنتِ الناجية الوحيدة يا جاسمن ..؟؟

"(المدرسة المرعبة)"( The horror  school )"(مكتملة)"(Completed)"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن