وداعا ثانويتي

182 8 4
                                    

لم أنم تلك الليلة من رعبي الشديد بخصوص نتائج الباكالوريا، فكما قلت سابقا، انا في كفة والدراسة في كفة اخرى، لست ب غبية لكني لم اكرس ثانية من حياتي في الدراسة، كنت أحب النجاح وحين يقترب موعد الامتحانات اتكاسل وأتفقد الكتب في الصف واكتب مايوجد في عقلي فقط، والحمدلله كنت انجح، كان لي العديد من الاصدقاء حينها واقربهم لي كانت جوليا و نادين و إيلا.

انا و جوليا ماكنا نفارق بعضنا البعض ابدا، نجلس في الصف معا، نتجول في الخارج معا، نأكل معا، استقبلها في بيتي كل يوم وتصطحبني الى بيتها ايضا، اما نادين فكانت علاقتنا غريبة .. كنا نتكلم في اغلب الاوقات على برنامج الواتس اب فقط، تفضفض لي وافضفض لها ، كانت علاقتي جيدة مع الكل حينها، اما فيما يخص إيلا فكانت قريبة لي ايضا وقتها لكني اعتقد انها اقرب شخص لي حاليا اكثر من ذي قبل، لا استطيع التفريط فيها.

كانت نتائج الباكالوريا تظهر تدريجيا تلك الليلة، كنت اتشارك لحظات السعادة مع كل ناجح واحزن مع كل راسب؛ لكن كل من نتائجنا انا وجوليا تأخرتا.. سهرنا طوال الليل عبر موقع تواصل كي نطمئن بعضنا البعض، وفجأة ظهرت نتيجة جوليا وكانت تنتظرني ان أخبرها بالنتيجة، لكنها رسبت، شعرت بخيبة كبيرة وقتها ، ك اني انا من رسبت!! من جهة نتيجتي لم تظهر بعد ومن جهة أخرى صديقتي المقربة التي كانت ستقطن معي في المدينة التي تتواجد فيها الجامعة رسبت!؟
واسيتها وكنت احاول ان اخفف عنها ولو قليلا وانا في حيرة من الداخل حول نتيجتي ، سهرت حتى الصباح ونتيجتي لم تظهر بعد.
الساعة 10 صباحا.. جاءت الى بيتي صديقة اخرى اسمها فريدة ، كانت تريد ان تقف الى جانبي في يوم ظهور نتيجتي، هي ايضا كانت تدرس معي ونجحت، كنت خائفة جداااا ، وفجأة اذا بنتيجتي تظهر؛ صرخت قائلة^* يااااااااااااااااااااااااي نجحت^* بارك لي اهلي وفرحت امي فرحا شديدا بنجاحي، ماكنت اريد أن أخيب ظنها، وفرح كل اصدقائي ، كنت احس ان اول عقبة من حياتي تم اجتيازها بنجاح ، ويالها من فرحة، من منا لم يفرح بنجاحه ؟ كنت اكاد ان اطير من فرحتي، وفي نفس الوقت أتذكر ان اقرب صديقة لي لم تنجح وأشعر بالسوء..

أقمت حفلة في بيتي وعزمت كل فتيات صفي لكي نحتفل معا بنجاحنا لاانها كانت رغبة اهلي، لم استطع ان اخفي الامر عن جوليا لكي لاتقول اني اشفق عليها فعزمتها ايضا، لبس كل منا فستانه المفضل وبدأت الحفلة ، رقصنا وانبسطنا وغيرنا جو، نسينا كل الهموم وقتها ، تكلمنا انا و جوليا بعد انتهاء الحفلة
انا : لاتحزني يا صديقتي، فاليوم لنا وغدا لك، في النهاية كل انسان سيحتفل بنجاحه وكله حظ فقط
جوليا : لن تتركيني أليس كذلك ؟
أنا : هل لي أن اترك شقفة مني ؟ لقد عشنا معا اجمل واسوء اللحظات كيف لي ان اتركك؟!
جوليا : سأبقى هنا وحيدة، فكلكم نجحتم وانا لا
أنا: لن تبقي وحيدة فأنا حقا معك، لن اتركك ثانية، سأحدثك كل يوم رغم بعد المسافات، هذه ليست نهاية الدنيا يا جوليا، صداقتنا ستدوم، انا ايضا وحيدة، رغم كل الوجوه الموجودة هنا فلا توجد مقربة لي غيرك، انا من اعتبر وحيدة، لاني سأفارق اقرب صديقة لي، وليس هذا فقط فسأفارق اهلي ايضا
جوليا: هل ستفتقدينني ؟
انا : سأفتقدك حقا ، وسأعد الايام والثواني لكي تنتهي هذه السنة، سأنتظرك ، سنعيش السنة المقبلة اجمل ايام مع بعضنا، سنطهو معا ونسهر الليالي مع بعض ، سنتجول معا، سنعيش حياة الجامعة الجميلة مع بعض؛ أعدك ياجوليا.

هكذا انتهت تلك الليلة، بوعود قطعناها ، هل برأيكم ستصبح هذه الوعود حقيقة ؟

-يتبع

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 03, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سنوات من الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن