الفصل السادس

581 15 0
                                    


6ـــ تريد المستحيل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان اليوم واحداً من الأيام الهادئة في الكراييب. السماء زرقاء والحرارة معتدلة، والريح قليلة البرودة.
وتساءلت ما كان سيحدث لو أخبرت لوكاس الحقيقة هذا الصباح. أكانت ستجلس هنا بقربه في السيارة وهو يتجه بها إلي الفندق؟ أو كان استدعي لها سيارة أجرة وطردها من منزله؟
نظرت إلي إيزوبيل التي تجلس في الخلف، وفلينت جالس بقربها وهي تخبره فرحة عن مشاريعها لهذا اليوم. وكان الكلب منصتاً تماماً يهز بذيله كما لو أنه يفهم كل ما تقوله له.
وصلوا إلي ضواحي المدينة، وتوجهوا نحو الحي القديم، وتوقف لوكاس قرب الفندق.
سألت بيني وهي تمد يدها إلي مقبض الباب:
_ هل ستذهب لرؤية المحامي ثم تعود لاصطحابي؟
- لا، سننتظرك. سيوفر هذا علي الذهاب مرتين، كما أريدك أن تقابلي سلفادور وزوجته ماريا، أنهما ثنائي لطيف.
كانت بيني تفضل عدم مقابلة محامي لوكاس، فقالت: ( لكنني قد أستغرق بعض الوقت يا لوكاس).
- لا بأس، سننتظرك.
لم تجد بيني أمامها حلاً سوى الموافقة. فأومأت ونزلت من السيارة.
دخلت إلي ردهة الفندق المبردة وحاولت عدم التفكير بهذا الموضوع لوقت طويل.
- صباح الخير آنسة كينيدي.
حيتها عاملة الاستقبال بحرارة، ولمن بيني غضبت منها. فماذا لو قرر لوكاس الدخول معها إلي الفندق، أما كانت لعبتها انفضحت؟
ورغماً عنها ابتسمت للمرأة وقالت بحزم: ( نادني ميلي، فالجميع يناديني هكذا).
- أبسبب اسمك المهني؟
من الواضح أن الرجل الذي تحدثت إليه البارحة قد نشر الخبر، وسألت بسرعة محاولة تغيير الموضوع: ( نعم، صحيح. هل من رسائل لي؟).
- لا... ما من رسائل.
- حسناً، شكراً. هل لي بالحصول علي مفتاح غرفتي من فضلك؟
عندما وصلت إلي الغرفة، خلعت ثيابها بسرعة وفتحت الخزانة وتناولت فستاناً صيفياً أزرق اللون.
ثم خرجت لموافاة لوكاس وإيزوبيل والأفكار كلها تعج في رأسها. قال لوكاس وهي تجلس قربه: ( لم تستغرقي وقتاً طويلاً).
- حسناً، حاولت أن لا أطيل البقاء.
ولاحظت نظرة الإعجاب التي رمقها بها قبل أن ينطلق بالسيارة. لم ينظر إليها سوى للحظة، لكن نظرته جاءت ملئي بالأحاسيس، إلي حد أنها أيقظت فيها مشاعر دفينة.
قال لوكاس وهو يغير السرعة في السيارة:
- حصل تغيير طفيف علي المشاريع فيما كنت في الفندق. لقد اتصلت بسلفادور وهو يقل حماته إلي منزلها الآن، لذا ارتأيت أن نتناول الغداء، ونذهب في نزهة علي الشاطئ، ثم نمر عليه في طريق العودة لشرب القهوة.
- هذا جيد.
شعرت بيني بالارتياح لتأخر لقائها بالمحامي ولو لبضع ساعات فحسب. وبعد القيادة لبضعة أميال، أوقف لوكاس السيارة علي طرف الطريق. وقال مشيراً إلي مبني أبيض تحيط به أشجار النخيل: ( المطعم هناك، يمكننا السير علي طول الشاطئ إن كنت قادرة علي هذا).
قالت بكبرياء: ( طبعاً أنا قادرة، فالمكان ليس بعيداً).
ابتسم : ( كنت أتأكد فقط).
معاً نزلت بيني وإيزوبيل من السيارة ومشتا نحو البحر. وأفلتت إيزوبيل يد بيني بعد أن قطعتا الطريق وركضت باتجاه الصخور. تبعها فلينت وهو يهز بذنبه ويقفز.
نادت بيني: ( حذار علي الصخور).
ردت الفتاة من دون أن تخفف من سرعتها: ( سأفعل).
قال لوكاس بحزم وهو ينظر إليها تقفز من صخرة إلي أخرى: ( تمهلي إيزوبيل).
بطأت سيرها قليلاً ثم قفزت إلي الرمل.
- كلما حضرنا إلي هنا أطلب منها أن تلتزم الحذر ولكنها تصر دائماً علي الركض أمامي.
مد لوكاس يده ليساعد بيني ما إن بدءا بتسلق الصخور.
- سأكون بخير.

كاذبة ولكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن