6.لا أمـل ...

6.9K 198 3
                                    

6 – لا أمل . . .

لم يظهر برودي ما يشير على التراجع في قراره . . وعندما حان وقت جرعة الدواء مساءً ، وجّهت سيليا كارول إلى ما عليها فعله .

وكانت كارول قد أبلغتها أن والدها ما زال يرفض مقابلة سام بيانشن عاماً أنه بات أهدأ حالاً ، ولكن سيليا تعلم أن مجرد ظهورها أمامه سيعيد إليه تكدره وغضبه .وهكذا بقيت بعيدة عنه . . فظنها غادرت المنزل .
كانت تعلم أن اللوم يقع عليها لأنها سمحت لنفسها باتخاذ قرار يتعلق به ، ولكنها ما فعلت ذلك إلا في سبيل مصلحته . . . وانظر ما كانت النتيجة . اعتبر أنها وجوناثان خدعاه وهذا ما لا يغفره .وصل جوناثان في السابعة والنصف مساءً . . فبدا وسيماً ببدلته الأنيقة . . . أدخلته سيليا على غرفة الجلوس وهي تعي نظرة كريستبال إير الممعنة .

قال جوناثان بعد تحية مهذبة :

- علي فوراُ التوجه إلى غرفة برودي مع انني أعرف ما ينتظرني هناك .

ضحكت سيليا :

- فليكن الله في عونك .

- نعم أنا فعلاً بحاجة إلى العون .

قالت كارول بعد أن صعد الطبيب :

- عندما كنت معه رفض الحديث .

 وردَّت السيدة إير ببرود :

- لأنه يعرف أن الأخصائي لن يقدم له شيئاَ . . . وكذلك الحالة بالنسبة للممرضة . . . إنه بحاجه إلى أن يترك وشأنه .

ردت سيليا بتحدٍّ وقد أغضبها تصرّف المرأة العجوز :

- لماذا نتركه ؟

تشدقت كريستبال باستخفاف :

- ليستعد عافيته طبعاً . . 

- وكيف يستعيد عافيته دون معونه طبية ؟

- إنه لا يجتاح إلى النوع الذي تقدمينه له !

شهقت كارول من الإهانه المتعمدة :

- جدتي !

أما سيليا فوقفت تقول ببرود:

- عذراً . . علي الاستعداد لموعد العشاء . . لا أريد ترك جوناثان منتظراً  . 

ضاقت عينا العجوز الزرقاوين :

- ستخرجين مع السيد هال ؟

ردت بتعال :

- أجل . . ولا أريد التأخر عن خروجنا .

كانت السيدة إير امرأة سليطة اللسان حقاً ولولا حاجة برودي إلى عونها لتركت المنزل الليلة إلى غير رجعة . . ولكنها قد تضطر إلى الرحيل إذا أصرَّ برودي على ذلك . . . إذ كيف لها البقاء رغماً عنه ! 

كانت تنتظر في غرفة الجلوس الصغيرة حين نزل جوناثان بعد نصف ساعة . . فضاقت عيناه إعجاباً بما رآه . . وتلاشى التوتر الذي مرَّ به عندما كان مع برودي ، فابتسم لها . . . وانحنى يلثم وجهها .

طائر الظلام... {روايات احلام }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن