( جرح جديد )

842 36 108
                                    


وسُحبت يده من يدها ..

وهي تصرخ بإسمه ..

أعماقها ترفض .. ترفض ذلك ..

صرخ بإسمها هو الآخر ..

وهم يسمكونه بقوة ..

و يجرونه للعربة ..

يده ما تزال ممتدة ..

يحاول أن يعيدها إلى يدها ..

يرغب بها .. يريدها ..

بنفسه و كيانه و روحه ..

تبادلا النظر لعينين بعض ..

حكت نظرتهما مشاعرهما ..

أرادا الخروج إلى خيالهما ..

إلى حبهما ..

و إلى ذاك المنزل .. منزلهما ..

إلى بستان حياتهما .. و عشقهما

أخرجه من خياله رمي الحارس له أرضاً ..

وضعت يديها في فمها ..

وهي تنظر بألم ..

لتلك القيود التي وضعت عليه ..

رفعه الحارس .. ليلقي عليها نظرة أخيره ..

نظرة وداع ..

إنهالت دموعها أكثر ..

وبصمت رأتهم يدخلونه العربة ..

لتسقط على ركبتيها ..

لم تتمالك مشاعرها و ألمها ..

لتصرخ بحرقه ..

و هم يبتعدون بالعربة ..

ليختفوا في الأفق ..

تاكرينها غارقة في دموعها ..

دموع الألم و الحب ..

---------------------------------

ريـــف دافلــن
مزرعة عائلة إدوارد

داعبت أشعه الشمس بخيوطها الرقيقة وجه تلك الحسناء ذات الشعر الأسود الليلي ، وفتحت عينها ببطئ ، لتبرز تلك العينين السوداوتين بهدوء ، فركتهما قليلا ً، لتنهض عن ذاك السرير ، نافضة غبار النوم من عليها ، لتقف وتنظر من خلال نافذتها ، إلى ذاك المرج الأخضر ، الذي إكتساه جمال الصباح ، و دَب َّفي أرجائه ألحان العصافير الصباحية ، و الأفق المختفى حول ضباب البرودة ، و في نفسها تعلم بإختفاء ذاك الضباب مع زيادة اليوم حرارة ، إبتسمت وهي تنظر هنا وهناك ، وخلال تلك الإبتسامة إرتسم الألم ..

بقيت لوهلة ، قبل أن تخفي إبتسامتها قليلا ً ، و تبدأ في تغيير ملابسها ، بعد أن أخذت حماما منعشا ً، و أخذت تعد الفطور ، عجة بيض على طريقتها الخاصة ، وفيما هي منشغله بالإعداد ، دخل والدها ، و إبتسم وهو يشتم تلك الرائحة الشهية :
- مممم ، و ها قد بدأت أميرتي بتحضير الإفطار.
- صباح الخير أبي .
- صباح الخير عزيزتي ، هل أصبح الإفطار جاهزا ً؟
- لحظات قليلة بعد ، إجلس على المائدة و سيكون عندك حالا ً .

سأعود ... إنتظريني ... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن