مطاردة الريف

169 10 48
                                    


     إرتفع أصوات حفيف الأشجار من الجهه الشرقية للمنزل ، أثر تحليق الطيور المرتعبة من صوت العيار الناري ، ظهر من بين جذوع الأشجار عدد من الأشخاص يرتدون زيا أسود اللون و يحملون بنادق صيد ، وما أن خرجوا حتی صرخ أحدهم يبدو عليه ملامح القائد من زيه ، وطريقة تحدثه للأخرين :
▪- من الأحمق الذي أطلق ؟

     بعد برهه من خروجهم ، ظهر شخص من الجهه اليسری ، تبدو عليه ملامح البراءة نوعا ما ، و واضح من تعابير وجهه أنه لم يكن راغبا في هذا العمل ، كان شاحب الوجه ، يداه ترتعشان و بالكاد تسمكان البندقية ، و بصوت متلعثم و خائف قال :
▪- إ . . إنه أنا .
▪- لماذا ؟! ( صرخ القائد بوجهه ) هل من تفسير لعملك الطائش هذا ؟
▪- ل .. لقد ظهر عجوز في وجهي فجأة ، وبدأ الركض نحو المنزل ، لم .. أعلم ماذا أفعل ، ف .. فأطلقت عليه النار .
▪- أنت فاشل ( كان الغضب يأكله ) كان يجب عليك أن تمسك به ، فهو كهل لن يقوی علی المقاومة .
▪- أن .. أنا أسف .

       إلتفت القائد عنه ، وهو يخرج من جيب معطفه باكيت سيجارة ، و يأخذ إحداها و يضعها في فمه ، و هو يوجه خطابه للرجل :
▪- لا تقلق ، إنها ليست غلطتك .

      شعر الرجل بشيء ممزوج من الراحة و الشكر ، أشعل القائد سيجارته و أشار إلی أحد جنوده ، فتحرك الرجل و أقترب منه الآخر الذي تراجع في ذعر ، خطف منه بندقيته ، و أعادها إلی القائد ، الذي ألتفت إليه بتعابير توحي بمدی الشيطان الذي بداخله ، كان الشيطان يحمل مسدسا صغيرا ، وفوهته موجه للرجل ، و عينيه تحملان طابع الوحشية .
▪- إنها غلطتي أنا .

     توسعت عيني الرجل بذعر ، و الرعب قد وصل حده ، ولم تستطع قدميه تحمل جسده ، فسقط أرضا وهو يشير بيديه نحو القائد و يصرخ بتوسل :
▪- س .. سيدي أرجوك ، ل .. لدي زوجة و طفله في سنتها الأولی ، إرأف بحالي .. أرجوك.
▪- أحب أن أمسح أخطائي عن الحياة . . .
▪- سيدي أرجوك ..

     كسر صمت الليل مرة أخری بعيار ناري ، أستقر في رأس الرجل الذي جحضت عيناه من فرط الألم و الصدمة ، قبل أن يسقط جثة هامدة أمامهم ، و بنفس البرود الذي حمله القائد ، أعاد مسدسه إلی جيبه ، و عدل من قامته و أمر رجلان بإخفاء الجثة ، وبقي هو يطالع مع باقي رجاله ذلك المنزل ، قبل أن يرمي سيجارته و يطفأها بقدمه ، ليتحركوا مباشرة نحو المنزل ...
منزل سونيا و صوفيا ...

.
.
.
.
.
.
.
.
في تلك الأثناء

      تراجعت سونيا عن النافذة برعب ، فما رأته لم يكن سوی خير تأكيد علی رسالة روجر ، لم تعلم ماذا تفعل ، هل تهرب ؟ هل تتصل بالمأمور ؟ هل تبقی ؟ جميعها ظلت تدور وتدور في رأسها ، لا وقت للتفكير ، هذا ما أقنتعت به نفسها ، إلتفت إلی صوفيا ، و أمسكت بيدها وهي تجرها للباب الخلفي بسرعة ، فتحت الباب و أخرجت أختها هي تقول بصوت خافت :
▪- إذهبي و جهزي العربة إنها في الحظيرة .

سأعود ... إنتظريني ... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن