تذكرة سفر

الجميع خونة

لم أكد أخرج من الغرفة و أنا أحاول كبت تلك الصرخة المحبوسة في قلبي ..أردت أن أذهب الى ذلك الأحمق و أصرخ عليه ..نعم أصرخ في وجهه دون أن يقاطعني بأي كلمة أفرغ كل ما بداخلي من ألم ،من معاناة ، من حرقة ، و من ضعف ..استغله أبشع استغلال ..كان بودي أن أتجه نحوه و أصفعه صفعة لا ينساها ما دام يتنفس ...أن أذهب اليه وأبزق على وجهه القذر ذاك ..الوجه الذي طالما ابتسمت و غمرتني السعادة لرؤيته ..نعم يا سادة إنها الخيانة ..و ما أدراك ما الخيانة ...هي ذلك الشعور بالاحباط ...تحس بأن كل إنسان تعرفه سيأتي يوم و يطعنك فيه ..اني ارى الجميع اليوم بوجه ذلك المسمى +دال+ فليذهب الكل الى الجحيم اذا كانوا كما هو ...لا أريد أن أاتمن أحدا بعد الآن ...
كنت أنزل من الدرج ..حتى فقدت وعيي ...كنت انظر الي دي او وأنا اسقط من الدرج ،كان ينظر الي بفزع و خوف شديدين ..كنت اسمع الناس يطلبون النجدة ...كنت فاقدة للوعي ..لا للحواس ..كانت حواسي على أحسن ما يرام ..الرؤية : التي كانت موجهة الى كاشف الحقيقة دي او ...السمع : صوت الناس يتكلمون عن تلك الفتاة الغارقة بالدماء اسفل الدرج ..حتى حاسة اللمس نالت نصيبها من الألم ..او اذا صح التعبير +الألم القاتل + لم أكن آبه لتلك الآلام التي فتكت بجسدي اثر سقوطي كان ما هو أكبر من تلك الجروح ..جروح القلب .التي مهما طال الدهر لن تشفى ...
-الخيانة هي ذلك السم الذي لا ترياق له -

بالطبع أخدني بطلي كما يحدث في الأفلام الى المستشفى ..حاولت أن أقنع نفسي أنه ينظر إلي نظرة شفقة ..يشفق على تلك الفتاة الغريبة عنه و عن مجتمعه ..تلك الفتاة الوحيدة في هذا العالم ..قرر أن يواسيها اشفاقا لا حبا ...فقد خانها حبيبها و ليس لها من يقف بجانبها ..حاولت أن اقنع نفسي بهذه الفكرة لا اريد ان اتعلق باحد بعد الأن ..فالجميع خونة