١: تألُم.

639 70 26
                                    

كومنت على الفقرات💙

_____________________

وقفت أمام تلك المرآة، كانت عارية تمامًا لأنها على وشك الإستحمام.

تتمعنُ النظر بجسدها، لتبتسم بسخرية وألم، أصبحت هزيلة تمامًا لكثرة تفكيرها بأشياء عديدة مضت، أشياء -بالطبع- لا تسرها أبدًا.

- لمَ أنا هكذا؟

قالت بنبرة مهزوزة للغاية، بدأت رؤيتها بالتشوش بسبب تزاحم الدموع بعينيها.

- هل أستحق كل هذا؟

قالتها بصوتٍ خفيض، لتُغمِض عينيها لتدع الدموع تتسارع بالإنهمار من على وجنتيها.

- هذا خطأهم .. اللعنة عليهم جميعًا!

صرخت بحُرقة، لتصدم قبضة يدها بالحائط بشدة، لم تتآوه فصدمتها بالحائط من جديد وهذه المرة أقوى، لم تؤلمها فصدمتها للمرة الثالثة بما أوتيت من قوة لتتآوه بشدة وتنهمر دموعها أكثر.

- أكره نفسي، أكره الجمبع ..

تنهدت لتُعيد نظرها لنفسها الهزيلة بالمرآة وتُكمل،

- أكره حياتي وكُل شيء، أريد الموت، لا أتحمل.

إقتحمت حوض الإستحمام لتغمُر نفسها بالمياه الباردة حتى لا تستطيع الشعور بأطرافها.

أنزلت جسدها قليلًا حتى تصل المياه لوجهها لتغمُره هو الآخر، فتُغلق عينيها في محاولة ضعيفة منها لتشعر ولو بالقليل من الرضا.

لكن الأسوء، ظهور بعض اللحظات المشؤمة لها أمام عينيها ..

- أمي، أنظري لتلك اللوحة التي رسمتها، سأتمكن يومًا ما من التواجد على سطح القمر!

قالت تلك الطفلة بنبرة مُفعمة بالكثير من الحيوية والحماس، أكبر إبتسامة تعلو وجهها، تنظر إلى والدتها مُنتظرة أن تُبعد تلك الجريدة عن وجهها وتعطيها بعض الإهتمام.

- أمي ..

قالت بخيبة أمل لكنها بررت لنفسها بأنه ربما تكون والدتها مندمجة بالقراءة قليلًا.

- ماذا تُريدين؟

قالتها الأم بإنزعاج وضجر شديدين لتنظر إلى وجه صغيرتها، فرفعت الصغيرة لوحتها أكثر بالكثير من الحماس لمجرد أن والدتها أعطتها بعضًا من الإهتمام.

- مجددًا ..

قالت الأم بضجر للمرة الثانية لتُدير عينيها وهي تُمسك بالورقة وتنظر إليها -الورقة- بسُخرية وتبدأ بالقهقهة.

مُحاصَرَة | Trappedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن