٢: كَكُل لَيلة.

516 57 18
                                    

شكرًا على الكومنتس❤
متنسوش تمنشنوا صحابكُم :)❤

_________________

أخرجت ردائها الأسود الذي يصل إلى أعلى رُكبتيها تحديدًا، بجانب كنزتها السوداء أيضًا.

كانت هزيلة، بائسة، تشعُر بالملل، وحدها حرفيًا دون أي أحد، لا أصدقاء ولا أسرة، ولا حبيب.

تجلس بمُفردها بشقة متهالكة، كروحِها تمامًا ..

وجهها ضد حوائط غرفتها الأربعة، تقضي وقتها بالتحديق بالسقف.

لا هدف، لا أحد، لا حياة ..

تنهدت بِعُمق شديد في محاولة فاشلة منها لإخراج ما يضيق صدرها به بتلك التنهيدة.

بعثرت شعرها ليبدو مزريًا كما تريد، شعرها الذي كانت يومًا ما تُحبه كأي فتاة، تخَلت عنه ليجعلها شبيهة بالصِبية، بالإضافة إلى الهالات السوداء القابعة أسفل عينيها، تلك التي تنُم عن ليالي بدون نوم، بكاء متواصل وقِلة تغذية.

كَّفت عن التحديق بنفسها، إستدارت لتأخذ قداحتها وعلبة السجائر.

إرتدت حذائها الأسود، ذلك الذي كاد أن ينفصل عنه نعلهُ.

لعنَت تحت أنفاسها، فبأي لحظة سينفصل ذلك النعل ولن تتمكن من إرتداءه من جديد، فتضطر لشراء حذاء آخر.

لا تتذكر آخر مرة قامت بشراء ملابس جديدة، تظن أنه لا داعِِ لشراء أي شيء جديد، فهي تشعُر بأن نهايتها -تلك التي لطالما كانت بإنتظارها- تقترب، فما الفائدة من فعل أي شيء إذًا؟

أخذت بعض النقود لتضعها بجيب ردائها، بجانب مفتاح الشقة.

أغلقت الأنوار، لكن قبل ذلك، نظرت إلى ساعة الحائط لتجدها تقريبًا الثامنة والنصف.

شردت قليلًا، تنظر إلى عقارب الساعة، تلك الثواني التي تمر وهي لا فائدة من وجودها بالحياة أصلًا.

إستفاقت سريعًا جرّاء تلك القشعريرة السائرة بجسدها، لتخرج من الشقة وتهرول ناحية درجات السُلَم.

خرجت من العقار، توجهت لسيارتها ذات الطراز القديم، إستقلتها وبدأت بالقيادة في طريقها اليومي المعهود.

- لا بأس بالعمل ليلًا، على الأقل أتجنب نظرات أولئك الموظفين، رجال الأعمال وعامة الناس.

قالت لنفسها بسُخرية، لترتسم على شفتيها إبتسامة ساحرة مُتألِمة.

البعض ينظر إليها كفتاة تافهة، ضعيفة وغير قادرة على تحمُل شيء، يحكمون عليها من الخارج، جاهلين بشأن كُل مُر مَرَّت به حتى وصلت لتلك المرحلة.

مُحاصَرَة | Trappedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن