الفصل الأول

19.4K 259 9
                                    

بالنسبة لأغلب قاطنى مدينة (أبو ستبريدج)كان بعدها عن الطريق السريع هو أهم أسباب أفتتانهم ببلدتهم.مدينة ملئية بالحياة والود ولم تمسها بعد حركة التطور ويتمثل ذلك فى سوقها التى تتوسطها وما يحيطها من مزارع حتى تبدو وكأنها لوحة زيتية رائعة .
وقد أعتادت لوسى دراموند أن ترتاح إليها كموطن.لها أما فى تلك الليلة بالذات فقد كانت تتوق متنهدة للطرق باهرة الأضاءة لقد تسلقط الثلج على مدى الأسبوع الفائت جاعلاً من قيادتها لسيارتها عملية كلها حذرة ولكن مع هبوط الليل هبطت درجة الحرارة إلى ما يقترب من التجمد وزادت الطرق زلاقة كما زاد الأمر سوءاً حين خفض الضباب الرؤية بقدر كبير
ولهج لسان لوسى لمخترع مصابيح الأضاءة المخصصة للضباب حيث أنعكست أضواؤها على علامات الطريق وخف بالتالى تصلب جسدها وهى تحدق خلال الزجاج الأمامى وتقود سيارتها بسرعة السلحفاة قلقة أن تفوتها ملاحظة علامة المرور المشيرة لمدينة (أبو تسبريدج) وكان الطريق شبه خال لحسن الحظ فالعقلاء من الناس ظلوا فى منازلهم فى مساء السبت المتجمد ذلكوتمنت لوسى لو كان فى أستطاعتها أن تحذو حذوهم وضغطت أسنانها لأزدياد كثافة الضباب تحاول ما أمكنها أن تنظر للموقف نظرة فلسفية
منتديات ليلاس
التركيز الحاد منها له جانبه الحسن إذ يبعد عنها ما تحسه من آلم فراق توم وهو أمر لم تتعوده على الأطلاق
قبلات الوداع الخاطفة ثم رحلة العودة وطرفت عينيها بحدة وهى تبذل جهدها للتحديق خلال الزجاج وسرعان ما أطلقت زفرة ارتياح حين بدت فى العتمة الإشارة التى تنتظرها أخيرا وارتفعت معنوياتها بصورة ملحوظة وهى تدور لتأخذ الطريق المؤدى إلى (أبو تسبريدج)
ولم يطل بها الأرتياح وهى تضغط بعنف كباحة السيارة لقد أختفت العلامات الأرضية المضيئة من منتصف الطريق وأدركت أنها دخلت فى طريق خطأ وغاص قلبها وهى تدرك أنه الطريق المؤدى إلى (أبو تسوود)والذى هو بالضبط آخر منزل فى العالم تود الأقتراب منه
وبدلاً من الأنصراف لتأنيب نفسها ركزت لوسى طاقتها لمهمة توجيه السيارة الضخمة القديمة خلال الطريق الذى تتناثر المطبات على جانبيه وهذا ما كان عليه أيام كانت معتادة قطعه بدراجتها بإنتظام ,وزمت شفتيها متعزية إلى حد ما بأن أحداً لن يكون فى الخارج ليرأها فيرميها بتهمة التسلل لهذا المكان وعلى وجه الخصوص جوناس وودبريدج مالك المنزل فأشهر مواطنى المدينة سيكون الأن فى (ليمبوبو) أو(هنبدوكوش) أو غيرها من البقاع غير المأهولة فى العالم يجمع مواد كتابه فهو نادراً ما ينظر لـ(أبو تسبريدج) كموطن يستقر فيه شهقت لوسى وهى تدفع ثمن شرودها حين أنزلقت السيارة فى حفرة متجمدة من المياه وتمكنت بصورة ما من تفادى وقفة فجائية ولكن قلبها كان يدق بعنف وهى تقود بكل حذر وهى تغبط ساكنى المدن الأكثر إضاءة والأقل ضبابا أوهـ لكم كانت تحن إلى مسكنها
منتديات ليلاس
وخف الضباب قليلا وهى تجتاز بوابة (أبو تسوود) وقادت السيارة بقدر أكبر من الثقة وهى تخافها وراءها فما هى إلا ميل أو بعض الميل وتكون قد عادت للطريق المؤدى إلى المدينة ولم تكد الفكرة ترد على خاطرها حتى دخلت فى حائط كثيف من الضباب وضغطت الكابحة بعنف وأنزلقت الإطارات على غلالة من الثلج وصرخت فزعة والسيارة تخرج عن الطريق لتدخل حفرة ملئية بالمياه المتجمدة ثم تتوقف متخذة زاوية ميل حادة
وبعد فترة أطمانت فيها على سلامة أعضاءها أخذت لوسى تجاهد حزام المقعد بأصباع مرتعشة فتخلص منه ليتزن جسمها مع ميل السيارة وكان من حسن الحظ أن يظل أحد المصابيح مضاء وعلى ضوئه أمكنها أن تخلص نفسها وحاجاتها لتخرج إلى الطريق وأخذت تبحث عن مصباح الجيب فى حقيبتها وأسنانها تصطك بعنف.لم يكن ممكنا فى ضوئه الضعيف حصر الخسائر ولكن شيئا واحد اً مؤكدا لن تتحرك السيارة من موضعها إلا بمعاونة ألة الجر ولم يكن أمامها من خيار عدا أن تقطع الطريق سيراً على القدمين
وبعد صراع لإطفاء النور الأمامى أغلقت لوسى أبواب سيارتها وبدأت السير وكان الطريق ضيقا يحفه من الجانبين سياج قد علاه الجليد.وبدأ غريبا موحشا على ضوء المصباح الضعيف ورفعت ياقة معطفها وسارت بأسرع ما يمكنها من خلال الضباب الذى يصفع وجهها فى لفحات باردة....لقد لقيت ما يكفيك يا لوسى دراموند قالت لنفسها هذا صوت عال معزية نفسها بأن هذه المغامرة ستكون على الأقل مادة خصبة لخطابها نصف الأسبوعى إلى توم

من أجل ولدى-كاثرين جورجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن