سأتذكر ابريل

4.1K 313 277
                                    


على قارعةِ الطريق، ذَبُل شعور ..
كانَ ينتظرُ من الناسِ احيائه، على قارعةِ الطريق تركت قلبي.
آملةً انه بعد ان اسير مسافةً طويلةً تدمى بها قدماي، ان احصل على قلب اخر .. وذاكرةٍ اخرى لا ذكريات فيها

لازالت لندن كعادتِها، تسلبنِي حق الحب! لا زالت كعادتها، انانية بَشعة..
وبإنطواء صفحةِ الايام، ادرك في كل مرةٍ ان لندن لم تكن المُخطئة! بل سُوء حظي!

،

فوق جسرٍ امتد ببشاعةً على صدري، وقف تشانيُول بارك..ينظر للاسفل، يبحثُ عن سقوطٍ يأخذه لتجربةِ الموت .. كان يريد فقط ان يجرّبه! مقرراً بعد حفنةِ التجربةِ هذه العودة.

-اريدُ تجربةَ الموت ! لانه ليس لدي شيءٌ لأخسره، ولانكِ لستِ هنا! ايلاري .

كان مُحتوى رسالةٍ نصية قصيرةٍ استلمتها منه صباحَ السبت، ولاننِي شممتُ رائحة الجدية النتنة تفوح من رسالتهِ هرعت للبحث عنه، في كل الاماكن التِي حاول الانتحار فيها، ومنعته انا من فعل ذلك..

سطحُ العماره، الحماماتُ العامة، شقته، الملهى ، والمُنحدر الجبليّ الواقع في الجهةِ الغربية من المدينة..
وفي النهايةِ حين فشلتُ في ايجاد وجههِ من بين كل تلك الاوجه اضطررتُ لتحديد موقعهِ من هاتفِي!

،

سرقت المسافةُ منِي مُعظم الوقت، جزمتُ كثيراً في داخلي ان الامر انتهى الان..ليس هنالك احدٌ ليمنعَ تشانيول من السقوط .. فقط الجسرِ سيكونُ شاهداً على موته! لانه اغلق بسبب التصليحاتِ اللعينه!

او

كان هذا ما ظننته، تلاشى كل يأس حفرته في داخلي لحظةَ وصولي، مايزال هناك، واقفاً بسوداويّتهِ على الجسر .. سوداويتهِ التِي غطتني..وتعدّت كل حدود الحياةِ الفاصلةِ بيننا! صرختُ بملء حنجرتِي " تشانيول !" قبل أن اشقّ طريقِي ناحية الجسر .. وفي منتصفه توقفت، مُتصلبةً الاقدام ومشلولة الجسد..لا حراك يأخذنِي سوى رفةِ عيني على سطح الواقع المشوش لحظة السقوط

كنتُ اريد ان اقسم للسماء انهُ احد كوابيسي المشؤومة، الا ان صوتَ ارتطامِ جسده الهزيل في الماء كان رداً..على انه لم يكن ذلك


-هنيئاً لكَ تشانيول، لقد جرّبت الموت !

،

اغلقتُ باب الشقةِ خلفِي، جميعُ من في العمارةِ يرتدون الاسود حداداً لموت الانتحاري الاول في مسكنهم.
لكننِي وعلى النقِيض منهم تماماً كنتُ ارتدِي شيئاً مُبهرجاً.
اقسمتُ لنفسِي أنني لن أقيم حداداً عليه حتى لو افتقدته، حتى لو كنتُ قد شعرتُ له بشيء من الحب في قلبي..
لانها كانت فكرةٌ سيئة، مَبتورة الرأس ان أحبّ شخصاً انتحارياً، ظننتُ في لحظةِ وهم اننِي سأكون مُنقذته!

يجبُ ان يُذاع على نشرةِ الاخبار الان انه هناك حربٌ قائمةٌ بين مشاعرِي، حربٌ كان مصير كل اطرافها ان يُغادروا الحياة..رغماً عنهم .

،

كما ظننت، لم تقف حياتِي عند تلك العتبة..
بل تجاوزتها، بقلبٍ صُقل جيداً، وذاكرةٍ مُخرسة، سأكون كاذبةً حدّ الجُرم لو اننِي قلت انني نسيتُ تشانيول بارك.

لم انسه، ابداً ، لكننِي نسيتُ من يدهِ ان استردّ يدي ، نسيتُ صلواتِي التي تركتها في قلبه.

سأتذكر ابريل، من اجل ان انسى.



كتبت بواسطة المُستخدم ؛ إيلارِي كوهن
بعنوان:شهيقٌ بلا ذاكِرة.

شَهيقٌ بلا ذاكرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن