المقدمة

144 22 13
                                    

نحو غابة موحشة كانت تحيط بالجانب الغربي من قريتنا، تحركت أنا وأصدقائي في رحلة استكشافية من رحلاتنا المعتادة؛ فلطالما آثارت الغابة بأدخنتها الملونة، وظلمتها التي تخفي الكثير من الأشياء الفضول في نفوسنا، وفي نفسي بالذات، وخاصة بعدما وجدت سببًا لدخولها، وهي فرصة قد سُنحت لنا، ولو أنها تسببت في ضياعنا في أعماق الغابة.

في بقعة ما داخل هذه الغابة توقفنا رغمًا عنا بسبب الظلام الذي بدأ، وبسبب الضباب الذي كان يحجب عنا الطريق كلما تعمقنا فيها، تحدثت وأنا أدور حول نفسي:
-يقال بأن رجل تزوج بامرأة وسكن معها في هذه الغابة، وكان لديه أم...

قطعت كلامي لاتأكد من انتباه رفاقي، ومن ثم أكملت وقد اخفضت من نبرة صوتي؛ وكأن ما سأقوله سيتسرب نحو من اقصد عبر الشجيرات المتسلقة:
-سمعت إحدى السيدات في البلدة تقول أنها مشعوذة شريرة وقبيحة، وقيل أيضًا أنها كانت رافضة لهذه الزيجة، فقامت بإرسال الأرواح الشريرة لقتلهما.

صرخت صديقتي سلينا وقد انتفظ وشاحها بفعل ارتعادها، وهي تطبق على فمها بكفها، ثم سألت وقد وقفت شعيرات جسدها متأهبة لسماع الأجابة:
-و ماذا حدث بعد ذلك جودي؟

أعجبني تأثير كلامي عليها، و أكملت بينما احرك يديّ في الهواء وكأنني تلك المشعوذة وأخذت اقترب منها، مستمتعة بمنظرها الخائف:
-أخذت ظِلالهم وجمعتهم في قواريرها ضامةً إياها مع ظلال الغابة.

اخفضت رأسها باحثةً عن ظِلها الذي لم تجده بسبب ظلمة الغابة مماجعلها تتشبث بذراع سنآي؛ الذي دوت منه كركرة مُشاركًا أياي الضحك. 

تحدث بيتر بحزم وهو يضع بعض العيدان في نار قد أشعالها:
-هذا ليس وقت المزاح جودي، وكف عن مشاركتها آلاعيبها سنآي.

زممت شفتاي وأنا اجلس على حجرٍ حول النار التي تجمعنا حولها، وتكلمت محتجة:
-أنا لا أمزح بيتر، لدي دليل على ذلك.

أنهيت جملتي الأخيرة واخرجت من حقيبتي ما خبأته كدليل إن لم يصدقونني، صندوق صغير عليه نقوش غريبة.

سألني سنآي وهو يشاركني الحجر الذي جلست عليه جالسًا بجانبي:
-من أين حصلتِ على هذا الصندوق؟

أخذت اقلبه بين يديّ متذكرة كيف وجدته وأنا ألعب في حوش منزلنا، وأجبت:
-من تحت شجرة الرمان التي بمنزلنا.

نطق باستهجان بيتر وهو يضع عودًا آخر في النار :
-وما علاقة هذا الصندوق بمنزل المشعوذة؟

تحدثت وأنا ألوح بالصندوق لدرجة كاد أن يسقط من يدي، تحدثت وكأنني محقق فطن خرج من قصة بوليسية:
-لأن الرجل الذي قتلته العجوز هو صاحب الصندوق. 

--------------------

قصة قصيرة  لمسابقة ماذا لو؟

يسعدني إطلاعكم

غابة الظِلال   _قيد التعديل_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن