...3

180 20 2
                                    


سمعت كثيراً عن قصص حدثت لعائلات كثيرة في سوريا ، كيف أصبحت حياتهم بعد فراق أرضهم ، كيف أنتقلوا من جنة الأرض الى حياة أشبه بالجحيم .

لأروي لكم من تلك القصص ، قصة حقيقية عاشتها فتاة في عمر الزهور ، وهي تنتقل من أرضها الى أرض الغير ، تظن بأنها ستعود بعد بضعة أشهر وتلك الأشهر دامت لسنين .

لتتكلم عن قريتها وتجعلني أتخيل منظر جمالها ، بكلماتها القليلة لكن تكفي بأن تسحرنا في مخيلاتنا ، قرية يعيش فيها عدد قليل من السوريين ، البسطاء ، لا يوجد فيها مباني ضخمة ولا شوارع تغطيها الأسمنت ، ولا مراكز التسوق المزدحمة ، تلك القرية الهادئة ، التي يعمها الخضار والمزارع ، فأن أكبر مبنى بها يحتوي على طابقين فقط ، والبيوت جميعها من حجر وطين فقط ، تلك البيوت القديمة التي تحتوي على أرض صغيرة ينزرع بها الورد الجوري الذي يجعل القرية بأكملها تتعطر برأحته .

ف كيف لأنسان بأن يترك كل ذلك الجمال والبساطة ، لينتقل الى حياة تغيره ، وتغير قلبه حتى يتأقلم مع محيطه ، العالم الخارجي ، الذي فيه الطيب والشرير ، الصادق والمنافق ، الأمين و الخائن ، ف لا أحد يعلم بمن سيقابل بحياته ، لكنه يعلم بأن عليه الحذر من كل شخص جديد يدخل حياته ويجلس بها ، فلا يعلم متى سيحين غدره ، كيف لأنسان عاش طوال حياته في محيط لا يوجد به نفاق الى محيط يخاف من أقرب أقربائه ؟ ، فالحياة الأن تغير بها الناس كل شخص يهتم بمصلحته ، والذكي من يَغدر أولاً .

هل لقلمي أن يوقف الحرب ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن