انا الذي قالوا عنه مسكينٌ وبائس،يلفني الظلام الدامس يربت علي ونبكي معاً،نتهامس عن احلك اللحظات،يدثرني ردائي القطني بدفئ دموعي،على أرضية الغرفة أقاوم رغبة الموت على السجاد،السرير قريب والموت أقرب،والوحدة صديقة موتي،هلاكي بيدي جلاد الأسرى المكنونين في جوفي،تلك البراعم التي نبتت و ولدت فأصبحت أطفالاً تغدو متطلعةً للحياة،امسكتها تلك القيود وردعتها،وجاء السوط على ظهرها حاراً كما النار التي تقدح تحت طعامي،الدم يسيل من رأسي يداي لا تصلان للهاتف،على القماش المنسوج البارد على الارضية الخشبية هنا نهايتي،ولكن لا سيحل صباح الغد وأراني حياً أمتلك ستة أرواح،أحتسي الشاي الذي يحرق لساني يميت شُعيراته فوق حرارة البيض المائل لما فوق النضج،أواكب أعمالي على الطريق بسيارتي،أكسب الحظ من شتائم سائقي المركبات،والنور يسحق نظري فأقع في حادث سير ويُخصم من راتبي ٥٠ دولارٍ مع انذار فصل،يالا الحظ العاثر،أتنهد بحنق وأقف على السجاد ذا الالوان الافريقية اغسل رأسي وألفه أرسل رسالةً لصديقي
"يا الهي هل تصدق أنني حاولت قتل نفسي ولم يفلح الامر؟!
انا ابكي من الضحك يا صديقي،على التفاهات التي افعلها وعلى الدم الزائف الذي يزين مؤخرة رأسي كعقدٍ لزجٍ ملطخ بالكره والخيانة لموعد امرأةٍ قتلها الحب
ياصديقي بكيت حتى أصبح الحزن يسخر مني،ضحكاتي الباكية جعلت من عويناتي تنكسر على الارض،ظهري تقوس من التكور كالقرفصاء،ستارة الحمام سقطت على الارضية البيضاء -التي احتضنت جسدي الثمل لليالٍ لا تعد-،اصبحت املك بقعةً في شعري فارغةً يكتسبها الجفاف والوهن تكونت من البكاء وشد شعري الذي بَهُت من الحزن وجفَّ كأوراق النبات التي تزين مكتبي المليئ بالاتربة التي تكونت من اهمالي لشقتي!
ياصديقي منذ رحيلك العالم اصبح سيئاً لا شيء يحفزني للخروج،اريد الذهاب عندك هل تظن السماء تجد مكانٍ لي؟فالاموات كُثرٍ وإني أظنني اضعف من الموت
ياصديقي هل لك ان تعود؟لتخبرني أنك سعيد،فإني اخاف أن يؤلم أحدٌ يدك التي طارت عن جسدك ٤ امتارٍ ولم يجدوها،عندما حُشر جسدك بغير تناسقٍ محطمٌ تحت الانقاض التي لم يسلم منها أحد يعلوه الدم وتتداخل فيه الشظايا في منزلكِ المُنهار بفعل الصواريخ؟
ياصديقي انظر الى شاشة هاتفي فقدت التحكم بنفسها من كثرة الدموع،جسر أنفي الرطب يجعل من عويناتي تنزلق عليه من العرق،جسدي أصبح حاراً،إنني اكتم بكائي كثيراً فلعلي انفجر كما جسدك في تلك الحرب التي سرقت مني الجميع!انا افتقدك يارفيق
افتقد أيام بيع الخضار في سوق يوم الجمعة افتقد الالعاب والتحديات افتقد مشاهدة المباريات افتقد نعتك لي بالخاسر والجبان عندما نهرب من اولاد الحارة افتقد عندما نتناول الغداء في مطعم الحي القريب افتقد الشاي المسائي والنكات الغير مضحكة افتقد سخريتك وغضبك وحزنك افتقد قلبك وثقتك افتقد كل شيءٍ تجعله أفضل
وأفتقدني معك
ما أنت يا صديقي لتحطمني بعدك؟"
ارسلها ولكنها لا ترسل فهذا الرقم تعطل منذ سنين!.......
ما رأيكم؟