الالم تزايد ، كل انش في جسدها يحترق، وجهها، كتفاها، حتى اطراف اناملها تحترق.حاولت ان تركز افكارها على شيء واحد، لم تستطع، صرخت حتى تلاشى صوتها و تحول لهمس متـألم، لم تستطع التنفس، كما لو ان شخص ما يضغط على عنقها يخنقها، حاولت مقاومة الالم ، لكن من دون جدوى، شعرت و كأنها تُسحب نحو حفرة مظلمة من غير قاع .
أليس....سمعت همساً يناديها من بعيد, من اعماق ذاكرتها المتهاوية.
تجاهلت الصوت
أليس....سمعت اسمها مرة اخرى, هذه المرة اكثر خفوتاً و بعداً
أليس......
أليس.....حاولت وضع يديها على اذنيها لتبعد الصوت لكن لم تستطع تحريك اطرافها, لم ترد سماع هذا الصوت، الذي بدا مألوفاً لها، لكنها علمت ايضاً ان هذا الصوت هو الذي سبب لها الاحتراق و الظلام .
صاحب الصوت كذب عليها، اكثر من مرة، لم يهتم لها، ادركت انها يجب ان تنسى هذا الصوت، يجب ان تمحيه من عقلها, ستنساه ، ستنسى كل شيء تعرفه، كل ذكرى، ستنجرف مع الظلام الذي طالما خشيته، اذا كان هذا مايتطلبه الامر حتى يتوقف الاحتراق، سوف تموت، اذا كان هذا مايتطلبه الامر، ستختفي.
وجه امها خطف من امام عينيها، ستنساها، مثلما نسيتها، ستنسى ابيها، ستنسى سينثيا ايضاً، ستنسى ماري أليس براندون ، ستكون فقط أليس، لا شيء اكثر ولا شيء اقل _ أليس، اعجوبة الليل، أليس المنسية .
أليس، فقط اليس الان
ظلام.....
لاشيء....الألم انساب ببطء يلتهم كل ما بطريقه, كل ذكرى, كل فكرة خطرت على بالها يوماً, كل صوت سمعته, و كل وجه سبق لها رؤيته, كل شئ تلاشى و اختفى, لم يبقى سوى اسم أليس يتردد صداه بين ثنايا عقلها الفارغ.
بعد ثلاث ايام, اختفى الألم و استعادت أليس حواسها تدريجياً, حواس مرهفة, حساسة لكل ما يحيطها, رائحة الاشجار و الاوراق الندية, قوية و غنية كأنها تلصق انفها على الورقة, هسهسة الأوراق التي تتحرك في الهواء, واضحة في مسامعها, التقطت اذنيها همهمة اصوات من حولها، فتحت عينيها ببطء، طرفت عدة مرات الى ان تكيفت عينيها على الالوان الساطعة رغم الظلام, كل شيء واضح, النجوم ساطعة تزين السماء السوداء كأنها ثوباً بهي, القمر مكتمل، ينشر ضياءه الفضي على الغابة، لم تتحرك أليس قيد أنملة, كانت وحدها في غابة, من المُفترض انها يجب ان تشعر بالخوف لكنها كانت هادئة, اصغت السمع لكن اذنيها التقطت صوت كل شئ من الرياح الى الحشرات المنتشرة في كل مكان, انتظرت لكنها لم تسمع صوت انفاسها و لا حتى شعرت بدقات قلب في صدرها.
استغربت أليس ذلك, لابد انها حية لكن لماذا لا تشعر كما يجب, لا تشعر....
رجل كبير في السن انحنى فوقها, ينظر الى الفتاة المستلقية في الغابة بفضول، شابين لحقا به, شهقا بدهشة حين رأوا أليس, ببشرتها البيضاء الثلجية, شعرها الاسود القصير الذي يلف وجهها الصغير بأناقة, و ثوبها يلتصق بجسدها يكاد يختلط بياضه ببشرتها, كانت أشبه بملاك حط من السماء.
أنت تقرأ
Visions (Alice Cullen) -edited-
Fanficامها قالت انها مريضة ووالدها لم يعرها اي انتباه . الهلوسات -كما يقولون- اصبحت اسوء ، لم يدركوا مدى ذلك عليها, لخبأت هذا الشئ لو امكنها التحكم فيه...لكنها لا تستطيع. تصوري عن حياة أليس كولن السابقة