شخصيّاتي ليست مجرّد بعد خياليّ!

ديناميكية الشخصية

الكاتب الناجح هو من لا يتعلق بشخصياته . أحيانا أرى تعليقا ما عن شخصية هكذا "أنا لا أحب هذه الشخصية فهي بلاء على البقية"

أرى الكاتب يخرج من جحره و يرد" إن لم تعجبك فلا تقرأ قصتي؛ لا أطيق ما يقال في شخصياتي"..

أولا؛ ارتاح و تمالك أعصابك. ثانيا؛ من علق لم تعجبه الشخصية و ليس أنت. ثالثا؛ وجدت خانة التعليق لنعطي تعليقا. رابعا؛ الشخصية ليست واقعية و ليست لها حقوق خارج أسطر الكتابة. خامسا؛ أنت الخاسر لن أقرأ كتبك كلها و حتى لو لم توجه لي أنا الكلام؛ سأترك كتابك لأنك وقح بأتم معنى الكلمة.

الآن و قد وظحت الحاحة الماسة لعدم التعلق بالشخصيات؛ إليكم أسباب أخرى تفرض ذلك.

أولا اجعل لهم مبادىء و أهداف من الحياة

لنفترض أن شخصيتك قاتل مأجور و لكن له مبدأ سام وحيد لا يقتل النساء و الأطفال. أنت ستجعله أمام مهمة تستوجب قتل امرأة؛ لنقل تحتجز ابنة من دفع له لقتلها.

هذا سيصنع مشكلا لشخصيتك و بالتالي ضغطا يدفع القصة الى الأمام. و أفضل شيء؟ هو أن تدفع شخصيتك الى الجنون؛ أن تجعلها مخيرة بين حلين كلاهما يجعلها في مشكل.

ثانيا؛ امتحن مدى احترامهم لمبادئهم

أن ستقوم هنا بابتزازهم. ككاتب؛ ستجعل محافظتهم لمبادئهم أمرا عسيرا. ستسهل لهم الطريق الذين لا يودون اختياره.

قاتلك المأجور؟ اجعله يقف |أمام امرأة لا تعرف الرحمة. امرأة يرى في قتلها راحة للبشرية. اجعلها مجرمة بأتم معنى الكلمة حتى تضعف مبادئه أمام رؤيتها و تراه مقدما على قتلها لينتقم لكل الأرواح التي عذبتها.

ثالثا؛ احصر شخصياتك في زاوية

لتعقد الأمور اجعل قاتلك المأجور يكتشف أن هذه المرأة حب طفولته أو اجعله يبدأ عشقها بطريقة أو أخرى.

الآن تستطيع سماع شخصياتك تنعتك بأبشع ما لديهم و لكن لا يهم مادام كتابك سيكون شيقا هههه.

قاتلك المأجور سيتمزق بين مبادئه؛ قلبه و عمله....

رابعا؛ افتح له باب هروب من جهة ما

لنقل أن نسبة الاختطاف في مدينته ارتفعت و الحاح الرجل عليه لينقذ ابنته زاد. هنا قاتلك المأجور سيلقي بقلبه و يرغم نفسه عن ايقاف الأذى.

خامسا؛ ابحث لهم عن مخرج ثالث

ستريد هنا تحقيق كل أماني شخصيتك بعد عنائها.

ستجعل الشخص الحقيقي أمام عمليات الاختطاف أب الفتاة الذي دفع له لقتل المرأة حتى يخفي اسمه. هذا الرجل فضلا عن تلفيقه التهمة لشخص؛ قام بحجز من هي من لحمه و دمه ليبرأ اسمه.

اقاتلك المأجور بعد اكتشاف ذلك؛ لن يتعارض قتله للرجل مع مبادئه؛ سيتمكن أيضا من انقاذ المختطفين و سيتمكن أيضا من عشق المرأة دون شعور بالذنب.