سأبدأ بالحديث و التصنيف لشخصيّات يمكن أن تجدها في أيّ نوع: رومانسي، خيال، أكشن رعب....
ثمّ سأخصّص لكلّ نوع فصلا للحديث عن التفاصيل.ما دفعني إلى موضوع الشخصيّات هو قراءتي العديد من الكتب العربية على الواتباد التي لا تحمل أكثر من شخصيّتين، أربع في أفضل الحالات.
إن لم تكن تعلم، الآن تفعل: كتابك. مملّ. للغاية.
لأنّ الكثير قد يظنّ أنّ حبكة الأحداث هي المهمّة فقط و لكن لو بحثت، و هو شيء أستبعد قيامك به، ستدرك من خلال كلّ النقاشات الموجودة و الخلافات حول من الأهمّ تخطيط الأحداث أم الشخصيّات أنّ للشخصيّات دور في الإرتقاء بجودة كتابك بنسبة 50%.
الآن و قد وضّحنا ذلك سأعطيك أنواع شخصيّات، أتحدّاك أن تقول أنّك لا تجدها في أغلب الكتب و الأفلام الجيّدة و التي نالت نجاحا و إن كانت إحداها موجودة في كتابك أخبرني فقد أدعمك:
الشخصيّة:
الرئيسية:
#1: الشخصيّة البطلة و التّي تثير شفقتك. هذه الشخصيّة كلاسيكيّة للغاية و تسمّى في الأدب الأنجليزي ب"ماري سو"-"Mary Sue"
لا تعمل هذه الشخصيّة على إثارة إنتباهك و تحفيز تفكيرك بل تعمل على إثارة مشاعر الشفقة فقط من خلال التعببير عن أحاسيسها و التي هي عادة: القهر، الإحباط، الظلم، الوحدة...
ينجح الكاتب في تقييدك إلى كتابه بجعلها تقاسي كلّ أنواع العذاب النفسي و الجسدي و هي بذلك:
فقيدة الأبوين، تعيش في ميتم، رفاقها يكرهونها، ليس لديها إخوة....
أو فقيدة الأمّ، أبوها تزوّج من امرأة شريرة، تتعرّض للتعذيب من قبل زوجة والدها و إبنتها....للتلخيص هي "سندريلا"
#2: هذه الشخصيّة قويّة قد تنطلق من ضعف كالشخصيّة #1 و لكنّها تحاول أن تدافع عن نفسها أو قد تكون قويّة من البداية. غالبا ما تظهر نفسها مستقلّة و لا تحتاج غيرها و لا يهمّها آراؤهم و لكن في نقطة ما من القصّة ستراها تنهار و تنزع قناعها و تصرخ "أنا أحسّ بعبء كلماتكم" أو "لمرّة واحدة في حياتي سأكون أنانيّة و لن أسامحكم"
و لكن في النهاية قلبها اللطيف لن يذعن لها و سيسامح و ينسى.#3: هذه الشخصيّة مدفوعة بأحاسيسها، عاشت حادثا ما جعلها تكره المجتمع و تنفرد بنفسها. الحقد في قلبها هو ما يجعلها تواصل خوض صراعها مع الحياة. فهي لديها هدف عليها تحقيقه و هو الانتقام لشخص تحبّ سواء كان والدا، أخا، صديقة....
الثانويّة:
* صديقة الشخصيّة الرئيسية:#1:النوع الأوّل و هو الصديقة الجيّدة التي تحبّها و تريد لها الأفضل. لصنع الديناميكية قد تكون الشخصيتان متشابهتان أو متناقضتان.
#2: النوع الثاني هو العدوّ بقناع الصديق. يتقرّب من بطل(ة) القصّة و ينصحها كما يفعل الصديق الخقيقي غير أنّ نصائحه كلّها خداع و حيل تخدم مصالحه.*محرّك الدراما:
#3: هذه الشخصيّة وحودها لا يصنع سوى الدراما. هي لا تشكّل أيّ تهديد على البطل(ة).
مثال: الفتاة التي تنتقد ثياب البطلة و تسخر منها و عندما تتجرّأ البطلة و تردّ لها الكلام تصمت من الخوف.*العدوّ
#4: هذه الشخصيّة بلاء على البطل(ة). تتمتّع بدهاء و مكر قد يفوق ذكاء و فطنة الشخصيّة الرئيسيّة. عادة ما يكون وجودها مربوطا برغبة كلّ منها و الشخصيّة الرئيسية بنفس الشيء أو العكس رغبتها بشيء تريد الشخصية الرئيسية إيقافه.*عنصر المرح (المفضّل لديّ لذا لا تقتلوه أيّتها الأرواح الشريرة!)
#5: هذه الشخصية توجد مهما كان صنف الكتاب رومانسي أو رعب أو...
يهدف الكاتب من صنعها لإزالة كل التوتر عن القارئ بعد كلّ الأحداث التي جرت.قد تكون هي و مجموعتها في قتال مع العدوّ و تقف هناك لتتأمّله و تقول: "عندما قيل لي بأنّ عدوّي اسمه 'جمال' لم أتوقّع شخصا ذا ثلاثة عيون و لسان أفعى"
#6: نفس هذا النوع قد يكون عنصر مرح بسذاجته أو طيبته المفرطة و ليس بملاحظاته المتحاذقة.
قد تقف هذه الشخصيّة أمام العدوّ و يخرج سكّينا من جيبه و عوض أن تصرخ تقول: "أيّها الغبيّ، ارم بالسكّين على الأرض. ألم تخبرك والدتك أنّ من يلعب بالسكّين، يلعب مع الشيطان؟"أو ترى الشخصيّة البطلة بصدد القتال مع شخص ما يحاول قتلها ليأوي عنصر المرح و يوبّخها عوض مساعدتها:
"العنف لا يولّد غير المزيد من العنف! كفّا عن الشجار و عالجا مشاكلكما بالحوار!"و أخيرا :
*عنصر الحبّ:
هي طبعا الشخصيّة التي تكنّ لها الشخصيّة الرئيسية مشاعر و لهذه الشخصيّة فقط العديد من التدخّلات التي يمكنها أن توتّر مجرى الأحداث لأنّها يمكن أن تكون أيّا من الشخصيّات السابقة:
صديق، عدّو، فكاهيّ، أحمق...ّ
أنت تقرأ
شخصيّاتي ليست مجرّد بعد خياليّ!
Losoweكنت لأضع الشخصيات بفصل في كتاب "كيف أرتقي بكتاباتي" لكن أظنّ أنّه هنالك الكثير من الأشياء التي يجب توضيحها في طريقة صنع الشخصيّات و دورها الكبير في مساعدتك على مواصلة الكتابة كما هو دورها في جذب القارئ.