الفصل الرابع

2.5K 43 1
                                    


الفصل الرابع.....

حلت بشائر الخريف محل الصيف. كان هواء "مانهاتن" يشوبه بعض البرودة وإن كان لطيفا نسبيا. سار "وولف" على قدميه حتى نهاية الشارع السابع نحو مطعم "جرينوتش" حيث حدد له وكيل أعماله موعدا.

إنه سيتأخر قليلا على إفطار العمل المحدد له هذا الصباح ولكن الهواء المنعش طرد ما كان يشعر به من اعتلال في المزاج أثناء الليل.

بعد أن قضى ليلة في قراءة نص. كانت صورة "بليندا" لا تزال تتردد على أحلامه كما يحدث باستمرار منذ عشر سنوات لم يرها فيها. حمد الله أن ذلك بدأ يحدث أقل فاقل وكان دائما يحس بالتمزق خاصة في اللحظات التي سيقابل فيها ممولي أي فلم جديد سيلعب بطولته. كان وكيل أعماله يذرع الرصيف ذهابا وإيابا عندما ظهر "وولف" على مرأى من المطعم. قال بمرح:

- مرحبا يا "وليام"

أجاب الأخير وهو ينظر إليه في لوم:

- إنني أنتظرك من ساعات! لقد غير الممولون مكان الموعد ويجب أن نقابلهم في مكاتبهم.

قال "وولف" بغيظ:

- وماذا أيضا ؟ من يظن هؤلاء أنفسهم ؟

رد "وليام" وهو يسحبه نحو سيارته التي تقف بعيدا:

- لا تبالغ في الأمر.

- أنت تعلم جيدا أنني لا أحب أن تجرني يمينا ويسارا. اعتمد علي وسأقول لهم ذلك.

فضل "وليام" ألا يرد. وأنزلهما السائق أمام أحد المباني التي ترتفع نحو السماء وتلمع من الزجاج والصلب.

علق" وليام" وهما يعبران البهو نحو المصاعد:

- إنهم يشغلون الطوابق الثلاثة الأخيرة.

أحس بأن "وولف" متردد وقد بدا عليه الغضب فقال:

- أسمع! أعرف تماما أنك مشدود الأعصاب جدا:

و أنت تحاول موازنة تكاليف الفيلم ولكن لقاء اليوم هو أفضل العروض المتاحة وعلى أية حال أنت الذي طلبت مني ترتيب هذا اللقاء.

زفر "وولف".

- هذا صحيح.. هيا بنا.

خلال دقائق نقلهما المصعد إلى إدارة شركة "ليندا" العالمية لمستحضرات التجميل' أعطى "وولف" اسمه - وهو لا يزال عصبيا - إلى فتاة الاستقبال التي أوشكت أن يغشى عليها عندما رأته أمامها ثم تماسكت لتذهب كي تفتح بابا مزدوجا معلقا عليه لافته: الإدارة.

صاح "وليام" وهو يتقدم "وولف" نحو امرأة بدا ظلها واضحا ضد الشمس التي نفذت أشعتها من النافذة التي بطول الجدار خلف الكتب:

- آه هاهي ذي! " لندا" أقدم لك "وولف ويكفيلد"

"وولف"! أقدم لك "ليندا" من شركة "ليندا" العالمية لمستحضرات التجميل.

(الحب المجنون)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن