اعتدل في جلسته وحك رأسه بعدم تصديق... نظر إلى مكلمه الذي ملّ التكرار له طويلا..
ثم نظر إليه كالأبله عاقدا حاجبيه بعدم فهم وقال: «ماذا؟»
يكاد يصيب دِرك الجنون! سيمزق ثيابه، سيقطع شعره، هذا الهر لا يفهم شيئا!!
اقترب منه قليلا ونظر إلى عينيه بعدم فهم هو الآخر، لربما وجد شيئا ما في عينيه يفسر سبب كونهِ بليداً هكذا ..
تنهد ويليام بانزعاج شديد وأبعد درك عنه وقال له: «أنا جاد يا درك! ولكن.. كل ما تقوله يبدو غير منطقي أبدا! أنا لا أستطيع أن أصدقك!!
-إذًا لا تقل لي لم أفهم لأني تعبت من الإعادة!»
قالها بغضب شديد ثم نهض منزعجا ليقف عند مدخل الكهف.. اتكأ على الحائط وهو يتفادى النظر إلى ويليام لم يعد يريد أن يتكلم أكثر فهو حقا ملّ من ذلك وكَرِه..
شعر ويليام بغضب درك.. ولكن الأمر ليس بيده.. المسرحية التي تدور أحداثها حوله ليست منطقية أبدا..
تربع جالسا.. وأسند رأسه على يده وتنهد محاولا أن ينظم أفكاره..
ثم تذكر شيئا ما..
نهض من مكانه وتقدم إلى الحائط أين درك متكئ.. واقترب ليعيد النظر جيدا في تلك النقوش التي رآها لأول مرة عندما دخل الكهف مع رفاقه..
لكنه وجد شيئا ناقصا.. وهنا استنتج شيئا ما:
«إن خرجت من هنا حيا اليوم، فستموت غدا لا محالة»
ثم التفت إلى درك لينتظر منه الإجابة ولكنه لم يتحرك شبرا، بل بقي دون حراك موجها نظره إلى السماء الممطرة.. حين أضاف ويليام بنبرة أكثر صرامة:
«-إنها ليست موجودة، هل الأشباح هي التي فعلت ذلك لتخيفنا؟
- ليست هي
- استراد؟
- ولا هو»
إنه يضرب على الوتر الحساس لويليام، فهو يكره أن يستفزه أحد ما أو يسخر منه وهو ينتظر منه الإجابة.. فصرخ غاضبا بعد نفاذ صبر:
« إذاً لماذا ليست موجودة على خلاف العبارة الأولى ها؟! مالذي جعلها تختفي إذاً؟!! أنا أعلم أن استراد هو الذي كتب العبارة الأولى ليجهزنا للاختبارات القادمة لكنه لن يفعل شيئا ليخيفنا به!!»
حينها أطلق درك ضحكة ساخرة قصيرة جعلت ويليام يفقد أعصابه : «توقف عن السخرية مني يا هذا!!
- إهدأ يا هرّيَ الصغير..»
عندها ضبط ويليام أعصابه حين رأى الجد على وجه مكلمه رغم ما قاله الآن.. تركه يكمل كلامه:
أنت تقرأ
غرفة الأحلام(متوقفة مؤقتا)
Fantasy« أمنية.. أمنيتان.. ثلاث أماني.. أربع أماني.. تكلم.. اسمع.. اشعر بما حولك.. وستكون الأحلام بين يديك.. لن تكون الأول، ولن تكون الأخير.. لن تكون الأفضل، ولن تكون الأسوء.. لن تكون الأبيض، ولن تكون الأسود.. ستكون مميزا عن البقية.. لماذا؟ لأنك مميز...