الفصل الأول | نداءٌ للأبطال..

230 25 171
                                    

الثانية عشر تماما..

دق الجرس.. وخرج الطلاب يركضون إلى مطعم الثانوية كأنهم سباع تبحث عن فريستها لتلتهمها وتسكت جوع المئة عام!

هناك..
كان من يتدافع ويخترق الصفوف ولا ينتظر دوره، ومن يقهقه ويضحك مع رفاقه غير آبه للعالم أبدا، ومن الذين شكلوا أخوية ويجلسون في طاولتهم المعتاده، ومن ينجز فروضه المنزلية التي نساها ولا يأكل، ومن يجمع المعجبين حوله ويسرد بطولاته الخيالية التي يصدقونها عليهم... وغيرهم الكثير.

كانت هذه الساعة الصغيرة، فرصة للجميع، ليرتاحوا من ساعات الدراسة الأربع المتتالية، ثم يعودوا إليها بعدها..

في تلك الزاوية..
تجلس فتاة كأنها منعزلة عن العالم كله، ذات شعر أسود طويل يصل إلى خصرها، ترتدي سروالا أسود وقميصا بنفسجيا باردا كشخصياتها؛ تنهدت بانزعاج ورمقت المتجسسين خلفها بنظرة ساخطة جعلتهم يرتعدون خوفا منها ويخفون آلات التصوير ويمثلون كأنهم كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض.. أخرجت الهواء من رئتيها بخيبة نوعا ما.. وأكملت طعامها متمتمة بين شفتيها: «أنا واثقة بأنهم لن يملوا أبدا!»

عندئذٍ اقتربت فتاة شقراء منها حاملة صينية أكلها، شعرها قصير يغطي رقبتها، ترتدي ثوبا جميلا يصل إلى ركبتيها، جميلةٌ بشوشة الوجه..

كانت في البداية مترددة في الكلام، ثم قالت: «مرحبا.. هـ.. هل يمكنني؟»

نظرت صاحبة الشعر الأسود ببرود و أومأت إيجابا..

فرحت الشقراء وجلست بجانبها وبدأت حديثها:
«- لقد أحسنتِ اختيار هذا المكان.. لا أحد يحوم هنا يبدو منعزلا عن العالم!

- مخطئة.. منعزلٌ عن الجميع إلا عن البابّاراتزي»

ونظرت إلى اللذين خلفها باستياء.. ووجدتهم يمثلون كأنهم كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض.. كالعادة..

أسندت رأسها إلى يدها وتنهدت بقلة حيلة.

ضحكت الشقراء وقالت:
«- انظري حتى إنهم لا يجيدون التمثيل!
- لا تحرجيهم هكذا يا ماري توقفي!»

كتمت ماري ضحكاتها بصعوبة.. وبعد هنيهات تذكرت أمرا مهما:
«تذكرت! ليندا.. هل تعرفين أين اختفـ..

وقبل أن تكمل ماري كلامها قاطعتها ليندا:
«- لا.. ولكنهما على الأرجح في الغابة يتعاركان كالعادة..
- أنا حقا قلقة.. فأنا لم أر لُويس منذ أن خرجنا من المنزل في الصباح.. لقد.. كان غاضبا! وقال أنه سينتقم من ويليام.. مالذي جرى بينهما في الأمس يا ترى؟ هل تعرفين؟»

ابتسمت ليندا ابتسامة صغيرة، تخفي قلقا كبيرا، وتذكرت كيف كان أخوها في الصباح.. ثم قالت: «لقد كان ويليام متحمسا! قال أنه متشوق لهزم لُويس رغم أنه لا يعرف لمَ يريد العراك معه..»

غرفة الأحلام(متوقفة مؤقتا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن