بلا ملامح ...!
يقف متكئ على أحد الأعمدة وسط تلك المحطة .. يحمل بين أصابعه تذكرة ..
يغطي عينيه بقبعته ليخفي وجههوسط ضجيج البشر يقف جامد..
هدوء مخيف حوله.. هالة مرعبة.. رغم هيجان العالم هو صامت.. صمت مرعب.. قد يغدر بك .. ويفجرك.. كصمت البحر قبل عصف أمواجه ...بلا ملامح بلا أنفاس بلا روح !
شفتيه مفتوحة ببطأ تبتلع هواء المحطة الملوث
عينيه غائرتين قليلا من قلة النوم ربما!
ولكن رغم كل ذلك جسده يقف باتزان وشموخ لا يعطي أي دليل على الضعف..بداخله يوجد
صوتان
حديثان ..
شخصان ..
هو ليس معك .. هو لا ينظر لك ولا يحس بك
هو منصت لهما ... لتعاركهما
فقد منحهما صمته في حين منحوه الضجيج
يرغب بشدة ان يوقف ذلك الضجيج بداخله
لكن كل جوارحه لا تنصت إلا لأعماقهيتمنى بأن يصبح داخله فراغ
من الأفكار .. من الخيال .. من نفسه ..
يتمنى بأن يستمع فقط لقلبه وهو ينبض دون ذلك الحديث المشاكس ..
نبض يليه نبض .. ثم نبض
يحلم دومًا بذلك المشهد
الذي يقف فيه البطل تحت المطر فاردًا ذراعيه بحرية تامة
عيناه تعانق السماء وقطرات المطر الباردة تلاعب شفتيه
وحين ينصت لا يسمع سوا صوت الرعد وارتطام قطرات المطر بأرض تلك الحديقة
سكون داخلي نبض
شهيق يليه زفير
بلا إزعاج من أعماقه المضطربة ويستمتع فقط بالمشهد
بعينيه وأذنيه وكل جوارحه
مازال يقف بمكانه ليلفت نظر كل مار بذلك السكون الذي يحيط به !
وهو حتى لا يعطي لهم بالًا لأن جسده تحت سيطرة ذلك الضجيج..
هل سيصعد على القطار ؟
لربما ينهي ضجيجه ؟
أنت تقرأ
غسق ~
Aléatoireأرغب بأن انشر كتابي هذا باسم " غسق " لأن لـ "غسق" بقلبي حكاية تهب عليْ مع نسيم الذكريات كون جزء كبير مني فهو ليس مجرد اسم أطلقته على نفسي فقط بل يحمل معه تفاصيلي أيامي التي قضيتها معه وأصدقائي الذين عرفتهم عن طريقه غسق شكلني ..فأحببته لذلك أرغب بأن...