Untitled part

68 3 1
                                    


  في ليلة ليست كغير الليالي ، قصدت شرفة غرفتي كالعادة لأشاهد القمر والنجوم التي تعودت أن أعدها كل ليلة قبل خلودي للنوم لتعطيني إلهاما لفعل شيئ جديد ، السماء مظلمة والغيوم غطت نجومي ، والرياح قوية والبرد قارس ، كل هذا قدم لي إلهاما للغناء ، كانت أول مرة أغني فيها ، فاجأني ذلك الصوت الذي أعجبت به وكدت أن أكذب أنه حقا لي ، في نفس اللحظة ، تخيلت أشياء غريبة في السماء ورحت أتحدث إليها ، علمت حينها لما يقول الناس عني غريبة ولست كغير الأطفال (...)
من مطلع شرفتي ، لمحت عيناي طفلا يبدو بسني جالسا يرتجف من البرد جنب حائط زقاقنا ،يبدو وكأنه كان يراقبني طوال الوقت ، كان بلباس خفيف وممزق ، من دون حذاء أو غطاء ، شعره الأشقر تطايره الرياح العنيفة ، نظر إلي بتلك العينان الزرقاوتان التي دفعتاني للإبتسام له ، بقي صامدا من دون أي ردة فعل وظل يحدق بي ،أخافني ذلك ثم جلبت معطف وغطاء صوفيين ورميتهما له ، انتظرت منه بفارغ الصبر أن يستغلهما للتغلب عن شعوره بالبرد ، لكنه استمر بالنظر لاتجاهي ، ركزت في عينيه ببطئ فأدركت أنه في الحقيقة كان يشاهد قميص النوم الذي أرتديه والذي كان مزينا بحلوى عيد الميلاد ، إن المسكين جائع ، بسرعة نثرت خطاي ببطئ إلى المطبخ وجلبت له بعض الطعام ،ثم خرجت من المنزل ملتزمة الهدوء كي لا أوقظ والدي ، وضعت الطعام بجانبه وامتلكني نوع من الخوف أردت العودة للمنزل فقال لي "شكرا لك" سعدت بتلك الكلمة لكني لم أستطع قول أي شيئ آخر(...).
تذكرت أنه علي الإستيقاظ باكرا كي أذهب للمدرسة ، تفقدت من غرفتي الطفل فوجدته منكمشا بالغطاء وأمامه بقايا الطعام الذي أعطيته ، دمعت عيناي بشدة من ذلك المشهد الذي سكن مخيلتي ثم رحت للنوم  

*حب الطفولة*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن