*حب الطفولة*
في الصباح الموالي ، ولأول مرة في حياتي أستيقظ قبل المنبه بساعة ، كانت الشمس لم تشرق بعد ، هذا كله فقط لأجل حذيفة ، حسبت أنه سيعود ليلا لمكانه المعتاد جنب حائط زقاقنا ، لكنني عندما سرت لشرفة غرفتي لم أجد أثرا له ، كانت فرصة أيضا لأجلس مراقبة سمائي نظرت إليها بحزن حينما كنت آمل أن تكون شفاء لكربي وابتسامة لعبسي تحطم أملي بغياب القمر والنجوم،و بعد أن كنت أرى السواد يغطيها والقمر تحجبه السحب ،ظهرت نجومي اللامعة واحدة تلو الأخرى و كانت في أبهى طلاتها علي ، أخافت السواد وطردت الغيوم بأمر من القمر ، عاد أملي وبدت علي فرحة جعلت مني فتاة مجنونة تضحك للسماء ، هكذا كان وصف جارنا لي الذي كان أسفل منزلي ذاهبا لعمله يتابع حركاتي ويحاول سمع همهمتي للسماء ضاحكا ، نظرت إليه بنظرات تخفي غضبا مرفوقا برغبة في الإنتقام ونلت منه بلا تردد قائلة: "دعك يا عمي من منزلة من ينظر للسماء ضاحكا ^^طأطأ رأسك وظل للأرض عالقا" ، جملة أسقطت كبريائه أرضا وراح لمبتغاه صامتا ،إنه ليستحق ذلك .
أخرجت الشمس أشعتها وصار المنبه يرن مجددا ،آه لو أستطيع تحطيمه مرة . إستعدت للذهاب للمدرسة ، وفي طريقي أنظر يمينا شمالا لعل حذيفة بإحدى زوايا المدينة لكنني لم أجده ، هذا ليس غريبا فقد كان حدسي تجاه الموضوع صحيحا، وصلت للمدرسة وما إن دخلت إليها، فاجأتني نظرات التلاميذ الغريبة باتجاهي وكأنني قتلت نفسا ، أمسكت بيد صديقتي من بين جماعة من زملاء قسمي ، سألت متعجبة :"ما الأمر ؟! و ما هذه النظرات المخيفة؟" .
طأطأت رأسها وهي تحدق بعينيها في كل الإتجاهات قائلة :" لقد قام أحد التلاميذ بالتقاط صورة لك رفقة ذلك الطفل جنب الشاطئ وقام بإعطائها للمدير،وهذا ما يفسر تغيبك عن المدرسة وقد طلب مجيئ أبويك لإيجاد حل بخصوصك".
أحسست بدوار جعلني أشعر بالموت ، جلست على كرسي محاولة أن أفكر في طريقة أنقذ بها نفسي ،وبينما أنا على حالي هذا ، وقف المدير أمامي قائلا" إلى المكتب وحالا"...
يتبع..
أنت تقرأ
*حب الطفولة*
Romanceقصة تحكي عن حياة عشيقين يحبان النجوم والسماء،تدور الأحداث غالبا بمرحلة طفولتهما ،لكنهما دائما يواجهان ظروبا صعبة تفسد الحب المتبادل بينهما..