دخلت إلى مكتب المدير والخوف يمتلكني ويشنج عقلي عن التفكير قليلا فقليلا ، يبدو هذا واضحا على وجنتاي المحمرتان وقدماي اللتان ترتعدان ، وتوتري الواضح على طريقة جلوسي على الكرسي ، كل هذا خوفا من المدير الذي يبدو في مخيلتي بهذه اللحظة كوحش سيفترسني كليا، أتذكربعمق صوته الخشن ونظراته المخيفة ،معاملته القاسية ، فأزيد سوء على سوء.
أردت أن أنسى ما أنا عليه ، فتظاهرت بالثقة ورحت أتجول بالحجرة زاوية زاوية ، أتفقد كتبه وآثاثه المرتب بعناية على الرفوف ، ومكتبه المنظم وكأن فنانا ما إختلقه بفنه ، حركت عيناي بكل اتجاهات جدران المكتب فألهمتني تلك اللوحات الفنية المعلقة بالحائط المقابل للمكتب مباشرة ، وأكثر لوحة لفتت إنتباهي كانت لوحة لفتاة وهي تشاهد القمر والنجوم باكية ، إنها تشبه سلوى التي هي أنا بالمساء *الفتاة الهادئة التي تشاهد أملها كل ليلة في السماء*، لكنها لا تشبه سلوى بالنهار*المشاغبة فاعلة المشاكل*، علمت حينها أنني سلوتان تفرقهما شمس عند غروبها ومشرقها،الشيئ الوحيد المشترك بينهما هو الشعور بالحب تجاه حذيفة .
جلست على كرسي المدير"سعيد" ورحت أدير به نفسي مقلدة المدير حينما يفرض كبرياءه ومقامه على التلاميذ والمعلمين ، فاجأتني حنحنته الصاخبة ، رفعت رأسي ببطئ فوجدت المدير سعيد واقفا يبتسم ابتسامة تسجن ضحكة أراد خفيتها من وضع تقليدي له ، لقد شاهد كل شيئ ، نهضت من على كرسيه مسرعة ، أحاول أن أستعد لقول شيئ ما يفسر ما قد فعلته ، فرددت بنفسي "يا إلهي ، ورطتي أفظع الورطات إطلاقا" وانطلقت متأسفة أردد بكلمات متقطعة "حقا !إني لآسفة يا أستاذ ...لقد كنت فقط...كنت... أحاول ..".
نظر إلي بنظرات ساخرة قائلا "لقد كنت تقلدينني ،لابأس بذلك كنت مضحكة" كانت أول مرة يحدثني فيها المدير بتلك الطريقة ، إتخدت صمتا طويلا ، آملة أن ينهي موضوع الصور حالا كي أرتاح .
فانطلق بالحديث "فلننسى أمر الصور شرط أن تحصلي بهذه الدورة على لقب التلميذة المجدة "، تفاجأت من رده هذا وبقيت في دوامة تفكير أصل بها في النهاية إلى لا شيئ .
"أعلم أنك الآن مستعجبة من طريقة تعاملي معك ، لكن في الحقيقة كنت أشاهدك طوال الوقت الذي قضيتيه بالمكتب خلف النافذة ، وقد وجدت فيك شيئا مميزا من حركاتك، طريقة تحدثك إلى نفسك خاصة حينما رأيتك تبكين لتلك اللوحة الفنية ، لقد كانت هدية من حبيبتي التي توفت قل 20 سنة بمرض خطير ، منذ ذلك الحين وأنا أحتفظ بها"قال المدير.
للمرة الثانية أقع في موقف حزين مع شخص ما ولا أستطيع التصرف. فأجبته بثقة:"لا عليك مديري سأبذل جهدي".
يتبع...
أنت تقرأ
*حب الطفولة*
Romanceقصة تحكي عن حياة عشيقين يحبان النجوم والسماء،تدور الأحداث غالبا بمرحلة طفولتهما ،لكنهما دائما يواجهان ظروبا صعبة تفسد الحب المتبادل بينهما..