الفصل 2 *حب الطفولة*

122 2 0
                                    


  في الصباح الباكر ، أيقظني صوت المنبه المزعج الذي لطالما أردت تحطيمه ، أول شيئ تذكرته حينها كان طفل ليلة البارحة ،ألقيت نظرة عليه من نافذتي فوجدته جالسا يلاعب قطة جارنا فرحا مرفوقا بابتسامة زادت من نشاطي هذا الصباح ، أخدت محفظتي وتناولت وجبة الفطورتاركة منه جزء للطفل الجائع ، خرجت من المنزل ، فإذا بي أرى جارنا يصرخ في وجه الطفل لكونه يلعب مع قطته ، إعتذرت لجارنا وأمسكت بيد الطفل فقال لي *إلى أين تأخذينني؟* أجبته بكل ثقة ستذهب معي للمدرسة ،مكانك ليس هو حائط زقاقنا !* بتلك اللحظة إصفر وتغيرت ملامح وجهه ثم انخرط ببكاء شديد،أدركت حينها أنني عديمة الإحساس بالآخرين.
إتخدت صمتي وواصلنا الطريق إلى أن أيقنت بأننا بالطريق الخطأ الذي لا يؤدي إلى المدرسة،لاحظت على الطفل علامات من الحزن ، وأردت حينها أن أصلح خطئي جلسنا بإحدى الحدائق، و عم صمت لمدة طويلة إلى أن ابتدأ الحديث فجأة " أنا أدعى حذيفة عمري كعمرك 14 سنة كنت صديقة لي بالسنة الأولى الإبتدائية ،لكن للأسف أدركت الآن أنني الوحيد الذي لا أنسى ، إنقطعت عن الدراسة منذ عامين ، بعد أن كنت أعيش الحياة الرفاهية مع والدي ،أصبحت أعيش الحياة المأساوية بالأزقة والشوارع، فقد فقدتهما بحادثة سقوط طائرة حينما كنا بسفر سياحي ، نجوت أنا ورجل آخر ومات الباقون لكنهم لم يجدوا بعد جثث ثمانية منهم، منذ ذلك الحين وأنا أقاتل الجوع والبرد والوحدة بأزقة الأحياء(...)".
تأثرت بحديثه جدا لكن المحزن أكثر هو أنني لا أستطيع تذكره بطفولتي.
أخفيت كل هذه المشاعر، و ابتسمت قائلة "لا عليك لست وحيدا بعد الآن نحن أصدقاء" ..
قضينا يوما ممتعا باللعب جنب شاطئ البحر ، أكلنا مثلجات ، والتقطنا صورا ، وحمنا المدينة لهوا ومرحا كانت مرافقتي له متميزة و رائعة جعلتني أشعر حقا بمعنى السعادة حتى إني نسيت حضور حصص المدرسة ولم أبالي بردة فعل والدي حينما سيخبرهما المدير ....
يتبع  

*حب الطفولة*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن