Ch: 1

414 28 7
                                    

..

..

Yixing POV..

أنهيتُ عملي لليوم أخيراً .. أشعُربالألم يُفتك جسدي ،أحتاج لعناقٍ قويٍ من أبي والنوم حتى نهاية العُطلة رُبما..
ابتعتُ الطعام من المطعم الصغير جانب المدرسة وسارعتُ في طريقي للمنزل فأنا تأخرت لساعتين اليوم ولابد أنَّ أبي قلقٌ الآن...
"أبي .." تعالى صوتي في انتظار ظهوره ولم يأتِ بعد .. لم يعهد أنْ ينام قبل رجوعي...
تذكرت بطارية هاتفي الفارغة حين خطر ببالي لأتصل به حين بحثتُ بكامل المنزل ولم أجده.. أسرعت في مَلئ بطاريته وحالما أضاء حتى وجدتُ عدة اتصالاتٍ من والدي مُنذ ساعةٍ فقط ،ضغطُّ على اسمه في معاودةٍ للإتصال به ولم يُجب حتى المرة الخامسة وها قد أجاب أخيراً
"أبي أين أنت بحق .. لمَ تخرج في مثل هذا الوقت من المنزل ألا تعلم كم قلقت إثر فِعلتك تلك! " أطلقتها دُفعة واحدةً دون التقاط أنفاسي وحين حاولتُ التنفس كان هذا ما سمعته..
"اوه ... أنا آسفة أنا لستُ والدك ..." الصوت الآتي كان صوت سيدة.. هي كانت تتحدث بحذرٍ وكأنها قد افتعلت جريمةً لتوها "أين والدي؟" انعقد حاجباي بينما أحاول أنْ أسأل بهدوء
"أنا حقاً آسفة لإخبارك هذا لكن .... والدك" صمتت قليلاً وكأنها تفكر بأمرٍ ما وأنا فقط أصبحت أشعر بثِقلٍ على قلبي مع هذا الهدوء المخيف ..
"والدك قد ... توفيٰ..." كلماتٌ اصطدمت بباطن قلبي فلم أقوى على التفكير في الأوكسجين حتى..
ترددت تلك الكلمات في كاملِ ثنايا جسدي ،من قلبي وصولاً لأخمصِ قدماي...
زاد صداها داخل رأسي لأتنهد بقوةٍ وأنا أشعر بجسدي يرتدُ على الأرض ،تكورت حول نفسي واضعاً كفاي على أذناي أحاول منعها من الوصول لمسامعي..

إلهي ساعدني~

لم أقوى على التفكير في هذه الكلمات ولا فهمها .. فبالنسبة لي هي كلماتٌ غير قابلةٍ للفهم ،أبي لا يمكنه أنْ يفعل هذا...
تعالي صوتُ بُكائي ولا أعلم حتي لِمَ أبكي فأنا ميقنٌ أنه على قيدِ الحياة ولن يفعل بي هذا .. سيخاف بُكائي ويعود.
طرقٌ قويٌ على الباب ،أتى أبي أخيراً .. ركضت للباب أتخبط في الجدران وكل ما يُقابلني في طريقي فقدماي لا تزالا ترتجفان
فتحتُ الباب ليتهكم وجهي وأنا أري أنه ليس أبي..
لِمَ صديقي يبكي أيضاً؟..
"لقد اتصلوا بي .. أخبروني...أخبروني أنك أغلقت قبل علمك بمكان المشفى .. رقمي فقط في هاتف والدك فاتصلوا بي أيضاً" تحدث وفي وسط كلماته تهرُب شهقاتٌ خافتةٌ من فاهه .. لا أشعر بجسدي.
أمسك بكفي جاراً إياي لسيارته ولم أُحاول الإفلات.. كل ما يدور برأسي أنَّ أبي بالفعل خائفٌ الآن فهو وسط أُناسٍ لا يعرفهم ،سأذهب لآخذه للمنزل

أنا قادمٌ أبي~
---------------------

أمشي بجانبِ صديقي ،بمعنى أصحٍ يقوم بسحبي لأُثبِّت قدماي أمام باب تلك الغُرفة.. غُرفةٌ لم أُفكر أبداً أني سأرى أبي مستلقياً بها...
فُتح البابُ من قِبل الباكي بجانبي وظل واقفاً ينتظر دخولي أولاً.
ألمٌ شديدٌ في قلبي يؤثر على رُكبتاي لترتجفا..
كُلما حاولت التفكير في أنَّ هذه هي آخرُ مرةٍ سأراه فيها يرتجف قلبي...

Schizophrenia || شِيزُوفْريِنّياْ ∆حيث تعيش القصص. اكتشف الآن