٢.

235 39 17
                                    


طرقٌ عنيفٌ على باب المنزل يُخرجني من أجوائي الخاصة تِلك، لعنتُ تحت أنفاسي بضجر بينما أضع الچيتار جانبًا لأترنح خارجًا من الغرفة.

"و اللعنة أنا قادم!"

صِحتُ و أنا أهروِل تجاه الباب، و أخيرًا وصلت إليه، ففتحتُه سريعًا لأجد شخصًا غاضبًا يقف خارجًا ينظُر إليّ بحقدٍ و كأنني إغتصبتُ حبيبته للتو، ما لعنته؟

"فلتُخفِض صوتك أنت و آلتك اللعينة تلك هناك من يُريد أن يحصُل على قِسطًا من الراحة!"

صاح ذلك الرجل، كان قصيرًا بعض الشيء مُقارنةً بي، شعره بُني و عيناه زرقاوتان بالرغم من الظُلمة التي تُخيم بها من غضبه.

"أظن أن هذه ليست أول مرة أعزف بها هنا بتلك الطريقة، لكن أنا لم أرك مُسبقًا، أتسكُن هنا؟"

بإستفزازٍ أخبرته و أقسم أنه كاد أن يلكُمني بوجهي وهذا واضح، لكن مظهره كان مُضحِكًا بالرغم من ذلك، أعني فهو يرتدي فقط بعض الملابس المُريحة وهي تبدو واسعة عليه، يبدو أنني أوقظته من نومه.

"إن لم أكن أعيش هنا فلِمَ قد أُخبِرُك بأن تُخفض من الضوضاء؟ اللعنة على هذا الغباء!"

كان يُقلد نبرة صوتي بينما هو يسألني، و لكنه صاح بآخر حديثه، و أنا أحاول جاهدًا ألّا أضحك بسبب مظهره الغاضِب المُضحِك هذا.

كُنت أريد التخلُص من هذا الغباء، ليس لدي وقت لمناقشة فارغة مع ذلك الشخص الذي ظهر فجأةً هذا، لدي الكثير لأفعله غير أن أتحدث مع شخص لا يُقدِّر الفن مِثله.

"حسنًا أعتذر على تلك الضوضاء لن يتكرر هذا سيدي، ألن تدخل لنحستي بعض القهوة الداكنة؟"

رحبتُ به بنبرة عفوية ودودة، وأتمنى ألا يُسيء فِهمي و ينقلب الأمر ضدي أكثر.

ما حدث كان عكس توقعاتي، فملامحه بدأت ترتخي أكثر حتى يبتسم بإتساع و كأنه لم يحدث أي شيء من دقائق.

"شكرًا لك، مرة أخرى سآتي لنحتسي القهوة سويًا بالتأكيد!"

"سيكون شرفًا لي يا سيد ...؟"

لم أُكمِل جُملتي حتى يُجيبُني هو باسمه، "لوي، وانت سيد ..؟"

"ماثيو، لكن نادِني ماتّ"

ضَحِكَ كلانا فكان مظهرنا أحمق عندما نتساءل عن اسماء بعضنا البعض، في الواقع أنا لم اُرِد أن أحتكُ به لهذه الدرجة لأنه يبدو عدواني، لكن لا بأس على الأقل إنتهيت من أمره بسهولة.

فتى الحانة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن