3

1.4K 42 1
                                    

لم تخبر لارا مايك بتهديدات لوك واكتفت فقط بأن قالت له بأنها ستبقى في فيرمونت حتى نهار الجمعة وأنها ستنام عند والديها.
"ستتركيني لوحدي؟"سألها بحزن.
"سأعود لتناول العشاء يوم السبت لمواستك موافق؟"
في اليوم التالي اصطدمت بلوك في الطابق السفلي من منزله.
"كنت أبحث عنك"
"مادا هناك؟"سألها بجفاف.
"انا بحاجة لمكان هادئ لي اهتم بملفاتي و..."
"بأمكانك استعمال مكتبي لست بحاجة اليه الليلة. هل أحضرت حقيبة ملابسك معك؟"
"طبعا, لكنني سأبيت على بعد بضعة كيلو مترات من هنا, عند والدي الدين سيسران برؤيتي حتما. وبالتأكيد سأكون هنا باكراصباح غد ادا رغبت"
تجمدت الابتسامة الساخرة على وجهه ثم قال بعد صمت قصير:"سأراك بعد الظهر"وخرج.
غاب لوك وقتا طويلا ونحو الساعة الخامسة, سمعت لارا صوته فانقبض قلبها. كانت قد أنهت قسما كبيرا من الاعمال وتستعد للدهاب. بينما كانت تجمع أوراقها, دخلت السيدة هارو.
"كيف حالك أنسة تيل؟أرى انك قمت بعمل رائع في صالة الطعام, وغرفة الضيوف يبدو انها ستكون رائعة أيضا.انت موهوبة حقا"
"شكرا سيدتي.اين لوك؟يجب ان أراه قبل دهابي"
"أعتقد انه في الملاعب, ماهي مشاريعك بالنسبة لهده الغرفة؟"
أخبرتها لارا بخطتها ودهشت لأن لوك لم يطلع والدته على الأمر.
"متى يمكننا ان نتباحث بأمر ديكور شقتي؟"
"ساعة تشائين"
"ربما بعد أقامة ابني الأكبر. وهي تتساءل عن طبيعة مرض هده المرأة.
كان دون مارسون يخرج من المنزل الدي يشغله عند مدخل الملاعب ولوك يلعب مع الآلة التي ترمي له الكرات بصورة منتظمة.
"برافو, آنسة تيل"صرخ دون عندما رآها. "لقد رأيت ما قمت به من أعمال في المنزل وكنت معجبا جدا بالنتائج"
"بعد ان انتهي من المنزل سأبدأ بالعمل على ديكور منزل المدرب"قالت ضاحكة.
"أترغبين بألقاء نظرة على منزلي؟"
رافقته بكل سرور. انه منزل مؤلف من ثلاث غرف لكنه بحاجة لأعادة الديكور من الآساس.
"لم يكن المنزل بهده الفوضى عندما كانت زوجتي على قيد الحياة"
"أهده صورتها؟"سألته مشيرة الى صورة على المدفأة.
"نعم"
"اهدا والده ؟"قالت مشيرة الى صورة أخرى"انهما متشابهان"
"في الشكل الخارجي فقط"
"أتعيش هنا طوال الوقت, دون؟"
"لا, لدي منزل في غوسفورد"
خرجا من منزله فوجدا لوك لا يزال يلعب مع الآلة.
"مما تعاني والدة لوك؟"
"من اعصابها"
"هل تعرضت للآنهيار؟"
"انهامريضة في أعصابها,أحيانا تتعرض لأزمات حادة"
"يبدو انها فخورة جدا بأبنها البكر, جيرالد"
"نعم, جيرالد شاب لامع. الحظ يبتسم له. والدته تفضله على شقيقه. غريب كيف يحب الناس أولئك الدين لا يدينون لهم ويعضون اليد التي تغديهم..."تمتم دون بحزن مفاجئ.
كان لوك يلعب ببراعة.
"لن يتأخر"قال دون."على كل حال, لو لم يعتزل اللعب لكان عليك ان تدفعي كي تشاهديه يلعب"
ظلت تتأمله للحظات ثم فضلت ان تنتظره في الداخل.ان رؤيته تكلفها كثيرا.
نهار الخميس, تسارعت حركة العمل, والعمال ينتشرون في كل أرجاء المنزل, كان لوك يستغل أقل فرصة للأعلان عن غضبه بينما لارا تراقبه لتفهم سبب موقفه المثوثرهدا.
بينما كانت لارا منكبة على عملها في غرفة المكتب, رن جرس الهاتف فرفعت السماعة. انها لسلي ستوارت التي حملتها رسالة شفوية للوك.
"قولي له ان يتصل بي هدا المساء الى المنزل, لو سمحت هو يعرف رقم هاتفي"
تدكرت صورة المرأة التي ظهرت في الصورة في الجريدة بجانب لوك. هل يمكن لهده المرأة ان تعيد للوك مزاجه الجيد؟ تساءلت لارا بمرارة لأنه هده الأيام لا يبتسم لأحد.
بعد ساعة وجدته مع دون مارسون يتبادلان الكلام فتقدمت نحوهما لتنقل له رسالة لسلي. ما ان رأها لوك حتى انسحب فسألت دون عن سبب تعكر مزاجه فأجابها بأنه يعتقد بأن السبب هو مجيء ريتا زوجة جيري معه, فهي كانت خطيبة لوك قبل ان تتزوج من جيري. تفاجأت لارا كثيرا عندما علمت ان ريتا تخلت عن لوك بعد دلك الحادث وفضلت أخاه.
كم تعدب لوك بعد وفاة والده وهجر خطيبته له.
"الا يزال لوك يحب ريتا؟"سألته بتردد.
"بالتأكيد لا. لوك رجل شريف لا يمكنه أن يغدي مشاعر مماثلة تجاه زوجة أخيه"
ربما لا يزال يحبها فكرت لارا بانقباض. ولهدا السبب يبدو متوترا هده الأيام.
بعد قليل, وجدته في الصالون فأخبرته بأن السيدة لسلي تريد ان يتصل بها هدا المساء.
"آه. واخيرا وجدت رفقة مسلية"قال بمرارة.
في اليوم التالي, وبينما كانت تعيد المرأة الكبيرة الى مكانها, كادت تقع من بين يديها لو لم يتدخل لوك بالوقت المناسب.
"لقد تأخرت في عملك لارا. كان يجب ان تنتهي من هده الامور"قال لها بحدة.
"يبدو ان السيدة ستيوارت لم تتمكن من مواساتك"قالت لارا بسخرية.
"اوه. بلى,تماما,لكن سير العمل يرهقني"أجابها بسخرية مماثلة ثم تقدم نحوها ونظر اليها بحنان أدهشها. أحنى رأسه وتناول شفتيها بحرارة فبادلته قبلة حارة طويلة.
"هل نسيت السيدة ستوارت بهده السرعة ؟"سألته بتهكم عندما رفع رأسه.
"وأنت, هل نسيت مايك المسكين؟ أنا متأكد انك لا تزالين ترغبين بي لارا"
"لا"
"انت كادبة"قال بحدة ثم ابتعد.
يوم السبت, طلب منها لوك أن تتأخر لانهاء بعض الاعمال المتعلقة.
"الا يمكننا أن نتوقف عند هدا الحد هدا اليوم؟ انا مضطرة للدهاب باكرا لدي سهرة اليوم ولا أريد أن اتأخر"
نظر اليها بدهشة وغضب وحزن ثم تأمل غرفة الضيوف فوجد ان كل شيء على ما يرام.
"انه عمل جيد لارا, برافو"
واخيرا أطرى على عملها.
"يسعدني ان عملي أعجبك أتعتقد ان ضيوفك سيكونون من رأيك؟"
"أعتقد دلك, انا أعرف دوق ريتا جيدا"
كم كانت سادجة عندما اعتقدت ان لوك يكن لها مشاعر خاصة . ان كل ما يهمه هو ريتا وراحة ريتا. لقد تعبت أسابيع طويلة فقط من أجل المرأة التي كان يحبها لوك ولا يزال. يا لسخرية القدر...

عندما وصلت الى شقتها كانت بات قد أعدت كل شيء لعيد ميلاد مايك ولقد كانت الحفلة لطيفة و مفاجأة كبيرة لمايك الدي رقص طويلا مع بات.
نهار الثلاثاء وصل شقيق لوك وزوجته وكانوا يبدون وكأنهم اصدقاء قدماء سعداء باللقاء من جديد جيرارد يكبر لوك بستة اعوام ولا يقل وسامة عنه لكنه يمتاز عنه بمرحه ولطفه.
لاحظت لارا ان لوك يبتسم ابتسامة شاحبة وعيناه لا تفارقان ريتا المرأة التي كان يحبها فتخلت عنه من اجل شقيقه انها امرأة جميلة تخطت الثلاثين عاما.
"ان جهودك ناجحة جدا انسة تيل "قالت لها ريتا بصدق بينما لوك ينظر اليها.
"انا لم افعل شيء مميزا كان كل اهتمامي على تنفيد افكار لوك"
تبادلت معهم بعض العبارات ثم استادنت ودخلت المكتب لمتابعة عملها .فيما بعد دخل جيري غرفة المكتب ليتناول احد الكتب وكانت فرصة للحديث معه .حدثها عن دكريات طفولته مع شقيقه واطلق بعض النكات فضحكت لارا من كل قلبها .بينما كانت تضحك دخل لوك ووقف امامهما عابسا فاعتدر جيري وخرج من الغرفة .جمعت لارا اوراقها ونهضت .
"هل ستدهبين الأن ؟"سألها بجفاف.
لم تشأ اخباره بأن لديها مسافة طويلة لتقطعها حتى سيدني لأنها لن تستطيع المبيت عند والديها الدين يستقبلان اصدقاء لهما هدا الأسبوع .
"اتريد مني شيء آخر لوك؟"
"يبدو ان رفقة جيري اعجبتك انا احدرك فهو رجل..."
"لطيف جدا على عكس الكثيرين "قاطعته بهدوء وصعدت الى سيارتها .
"تصبح على خير لوك." ووضعت نظاراتها على عينيها وادارت محرك السيارة لكن المحرك رفض ان يعمل.
"افتحي غطاء المحرك "قال لها لوك "سالقي نظرة عليه "
"الهدا السبب كانت سيارتك في الكاراج ؟"سألها بعض لحظات
"نعم"
"يجب ان يراها ميكانكي "
"ايمكنني استعمال هاتفك؟"
"سنتصل بالميكانكي صباح غد .تعالي ساوصلك الى منزل والدين"
عضت لارا على شفتيها .كان يجب عليها ان تعترف له بانها يجب ان تعود الى سيدني.
لاحظ لوك توترها لكنها لم تشأ اخباره بانها تفضل ان تقطع كل المسافة حتى سيدني على ان تقضي الليل في فرمونت .
"للحقيقة لوك يجب ان اعود الى سيدني لأن والدي يستقبلان ضيوفا ..باختصار..."
"باختصار ليس لديك مكان للمبيت هده الليلة الا ادا اوصلتك بنفسي الى سيدني او ادا دعوتك للمبيت هنا "قال مبتسما بمكر .
"هل ستدعوني للمبيت هنا لوك؟"
"لا"
"حسنا ادا ساطلب سيارة اجرة على الهاتف "كتف دراعيه وهز رأسه مبتسما .
"هدا سيعلمك ان لا تكدبي علي مرة اخرى"
لا هدا كثير لن يمكنها تحمله اكثرخرجت من السيارة و حملت حقيبة يدها.
"في هده الحالة ليس لدي سوى البحث عن وسيلة اخرى للأنتقال سادهب سيرا على الأقدام"
"مع هدا الحداء العالي الكعب؟"
"نعم تصبح على خير" وتقدمت باتجاه الباب الخارجي.
"لارا" ناداها بحدة وقد فقد مرحه فجأة.
أسرعت لارا اكثر ولم تلتفت خلفها متجاهلة نداءاته والغضب يملأ قلبها.
كانت قد قطعت مسافة غير قصيرة عندما تعثرت فنهضت غاضبة ولعنت لوك ثم خلعت حداءها وسارت عارية القدمين.
في هده اللحظة وصلت سيارة لوك الالفا روميو الى جانبها وفتح لها الباب تجاهلت و تابعت طريقها بالرغم من الحجارة التي تغرز في قدميها بقي امامها مسافة كيلومتر واحد الى ان تصل الى الطريق العام.
"لارا".....

اسكني قلبي إلى الأبد !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن