8

1.3K 43 0
                                    

لاحظت لارا نظرات دون يبحث بين الجمهور .فأخفت نفسها جيدا كي لا يراها.
كان منافس لوك لا يقل عنه كفاءة وشجاعة وشهرة وقد استقبله الجمهور بتصفيق قوي.
لاحظت لارا ان لوك التفت عدة مرات نحو مدرج الشرف.لابد انه كان يأمل برؤيتها.
الجولة الأولى كانت اشبه بالكارثة بالنسبة للوك حيث ساد الصمت وصعب الانتظار...
"ساعده يا ربي."صلت لارا بصمت "لا تصدنه من جديد يا رب"الجولة الثانية كانت كالأولى ايضا....شدت لارا على قبضتيها كيف يمكنها مساعدته؟لو يمكنها ان تهمس له بالكلمات التي...تشعره بانه ليس وحده.لو يمكنها ان تقول له انها تحبه...اغمضت لارا عينيها ومن اعماق قلبها صرخت بصمت.؟احبك لوك"الأن هي تعرف قوة هده الكلمات . همستها بعمق فادا بها ترى لوك يرفع نظره نحو الجمهور ثم يعود لوضعه ويرمي الكرة.
لاحظت لارا كما لاحظ الجمهور تبدل موقف لوك الفجائي. بكل حزم واصرار تحسنت ظروف اللعبة امام دهشة منافسه والجمهور.
كسب لوك المباراة وادرك الجمهور ان البطل عاديحتل مكانه الأصيل.

لاحظت لارا الدموع تسيل على وجهها فصفقت مع الجمهور بكل قوتها عندما رأت لوك يتجه نحو الشبكة ويمد يده نحو منافسه.
مسحت لارا دموعها ونهضت لتتسلل بين الجمهور كي ترى لوك مرة اخيرة قبل ان يغادر الملعب مع مدربه رفع دون نظره فجأة فشعرت وكأنه رآها.
كانت لارا تقرأصحف نهاية الاسبوع وتقرأ اخبار لوك وعودته عن اعتزاله. قطعت الصور والمقالات واضافتها على البومها القديم وادركت انها لم تتغير خلال هده الاعوام العشرة و لا تزال تجمع الصور.
بقي اسبوع قبل عيد الميلاد وها هي تقوم بزيارتها الاخيرة لفيرمونت. كانت قد بدلت كل جهد لينتهي العمل قبل بداية العام الجديد لآن هدا المنزل ولوك نفسه لن يعودا نفسيهما مع العام الجديد. فكرت مليا بطلب جيري وقررت ان يشرف مايك على ديكور منزله.فهي ترغب الأن بقطع كل علاقة لها مع عائلة هارو.
ما ان نزلت من سيارتها امام المنزل حتى رأت السيارة الألفا روميو بجانب منزل دون . لوك هنا لم تكن تتوقع دلك .لقد كان غائبا عن فيرمونت مند دلك اليوم الدي عرض فيه عليها الزواج .الزواج بدون حب للحظة فكرت بالعودة ادراجها كي لا ترى الحزن على وجهه ان عودته للتنس ربما لم ينسيه ريتا وخيبة حبه لها.
همت بالعودة ادراجها لكنها في هده اللحظة رأها لوك وناداها . كيف تتجنب لقاءه الأن ؟انه برفقة امراة ليسلي ستيوارت ومعهما رجل لا تعرفه لارا .قام لوك بالتعريفات :ليسلي وجون ستيورت لكن المدهش اكثر هو تلك الأبتسامة المشرقة على وجه لوك ونظرات الثقة في عينيه.
"آنسة تيل "قالت لها ليسلي"انا متأكدة ان الطلبات ستنهال عليك عندما يرى الناس منزل لوك ارجو ان تحجزي لي اول طلب لديكور منزلي"
شكرتها لارا مبتسمة لكنها كانت تعلم ان الوقت ليس مناسبا لبناء الجسر بينها وبين لوك عن طريق قبول طلبات اصدقاءه وعائلته.التفتت نحو ه فلاحظت انه سعيد وكأنه عاد عشرة اعوام الى الوراء هل فوزه بالمباراة هو الدي احدث كل هدا التغير؟
"الأن وبما ان جون سيستقر هنا ولن يقضي وقته متنقلا من طائرة الى اخرى يجب ان نهتم باعادة ديكور منزلنا "قالت ليسلي .
"تقصدين انك لم تعودي في حاجة لي لمرافقتك الى حفلاتك الخيرية؟"سألها لوك مبتسما .
"لا يا صديقي من الأن وصاعدا ساحظى انا بهدا الشرف"تدخل زوجها جون "ومع دلك يسعدنا مجيئك ساعة تشاء الى الفندق الكبير"
قفز قلب لارا ادا تلك الصورة كانت لأصدقاء وليس لعشاق.لقد جعلها لوك تعتقد ان ليسلي عشيقة له كما وانها استغلت نفس الأسلوب بشأن مايك...
"حسنا"قال لوك وهو ينظر الى لارا"أما بالنسبة للفندق الكبير المجاور للمرفأ, فأنا أفضله من الخارج أكثر من الداخل. انا رجل يحب البساطة"
أدارت لارا وجهها انه رجل بسيط. تدكرت يوم تنزها امام المرفأ واكلا البطاطا المقلية بالقرب من الفندق الكبير...
"هل ستعود للمباريات العالمية لوك؟"سألته لسلي.نظر لوك بطرف عينه نحو لارا قبل ان يجيب:
"هدا يتطلب الكثير من السفر. كما وأنه يتوقف على..."
على مادا؟ تساءلت لارا لاهثة. يبدو ان لوك كان يريد ان يقول لها شيئا لكنه سكت. بعد لحظات انسحبت لارا الى الداخل وتركتهم معا.
"لا تدهبي لارا قبل ان أراك"قال لها لوك قبل ان تبتعد.
ظلت لارا مع العمال لبعض الوقت الى ان ناداها صوت لوك.
"لارا..."
التفتت نحوه انه لا يبتسم لكن نظرته دافئة .
"أريد ان أكلمك لارا"
دق قلبها بسرعة واقتربت منه فاتجها نحو غرفة المكتب. ولكن قبل ان يدخلا المكتب دخل جيري متأبطا دراع زوجته ويبدوان سعيدين جدا. طبعت ريتا قبلتين على خدي لوك وتصافح الشقيقان بحرارة. يبدو ان كل سوء قد زال بينهما.
تحدث جيري عن الطفل المنتظر وأخبرتهما ريتا انهما جاءا ليحضرا سرير العائلة الخاص بالاطفال ثم انسحبا بعد ان تمنيا على لارا أن تشرف على ديكور منزلهما الجديد.
بعد ان خرجا أمسك لوك يد لارا واصطحبها الى غرفة المكتب.
"والآن لارا انا..."
سمعا طرقات على الباب فصرخ لوك غاضبا:"من؟"
دخل دون وبدا سعيدا جدا برؤية لارا.
"تبدين نحيفة جدا لارا"قال مادا يده نحوها.
"اعتقد بأنك لم تأت الآن فقط لتقول للارا بأنها أصبحت نحيفة ؟"قال له لوك وقد فقد صبره.
"لا, لكن للآسف لدي خبر سيء. لقد وقع بيتر وجرح ساقه. يجب ان تلقي نظرة عليه"
"الآن؟"
"نعم لوك لقد اتصلت بالطبيب. لا تنسى ان الصبيان سيلعبون غدا"
"حسنا حسنا, سأتي "ثم التفت نحو لارا آسفا:"أيمكنك البقاء حتى بعد الظهر لارا؟ حاولت ان أراك عدة مرات..."
"لوك"تدخل دون"لديك موعد بعد الظهر مع السيد ماركوم..."
"يا الهي"صرخ لوك"ادا بعد ظهر يوم الجمعة لارا ما رأيك؟"
تأملها للحظة وكأنه يخشى رفضها ثم خرج دون ان يسمع جوابها.
يوم الجمعة كان الطقس جميلا وأرادت لارا ان تكون جميلة في آخر زيارة لها الى فيرمونت. ارتدت ثوبا أخضر بنفس لون عينيها. سرحت شعرها وتركته مسترسلا على ظهرها.
مادا لو كرر لوك عرضه للزواج منها؟ تساءلت فجأة وتمنت لو يمكنها ان تعود للوراء وتقول له نعم حتى ولو لم يكن يحبها.لكنها لا تستطيع. لا,لا يمكنها ان تتشاركه مع امراة اخرى.
ما ان نزلت سيارتها حتى استقبلها دون بمرحه المعتاد.
"كم انت جميلة لارا"
"شكرا دون "
"كنت موجودة اثناء المباراة "
"هل رأيتني؟"
"نعم وانا متأكد انك يومها درفتي الكثير من الدموع"
"ماالدي يجعلك تعتقد دلك؟"
"لأنني انا نفسي درفت دمعتين"قال ضاحكا وهو ينظر اليها بمكر.
"كيف حال والدة لوك؟"
"انها تتحسن.بدأت تشبه بولا التي كنت اعرفها.ان خبر ولادة حفيد لها غيراها تماما انها تعيش حاليا مع جيري وريتا الا تعلمين؟"
"نعم "ثم وضعت يدها على دراعه "انها مسألة وقت دون .من يدري ؟ربما تعود دات يوم وتعيش هنا؟"
"اتمنى دلك فأنا رجل صبور "
تركته واتجهت نحو المنزل "ساعود واوعدك قبل رحيلي دون"
"اتعتقدين دلك ؟"
وحرك يده ضاحكا لم تنتبه لارا لرده الغريب لأن تفكيرها كان في مكان آخر .

اسكني قلبي إلى الأبد !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن