﷽
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
الأنعام „ ٣٢...
غفوة لإستيقظ بعد بعض دقائق و أنا اشعر بالحر الشديد و بضيق في تنفسي اشعر أن كل عروقي يبست و أن عروق رأسي ستنفجر بالكامل من قساوة الضغط عليه ،
قلبي يؤلمني بشدة أشعر بثقل كبيرة فيه و كأنه استبدال بحجر ضخم ، شعوري كـ شعور فرشة هشة محبوسة في زجاجة مضغوط ، لا هواء لا صوت لك و لا مجيب لصراعك و ضغط لا يطاق .
جلست افرك عينايّ اطرد النوم عنهما ، نظرت حولي لمَ المكان مظلم!؟ ، لمَ ضوء الغرفة الخافت مطفئ ، إلا يعلمون أني اخاف الظلام!؟ ، الذي أنا واقع فيه!.
كان ظلاماً دامس حتى لمع ضوء خافتة كنجم بعيد في سماء اللّيل الحالك ، لمعه تلتها لمعه و انفجر الضوء في وجهي مخترقاً بصري ،
صرخت دون صوت! ، تنفست دون نفس! ، تحركت دون أحساس! ، فتحت عيناي أبكي ، و خرجت الكلمات المتقاطعة من فمي دون وعي.
_" أين أنا؟؟؟! "
قبل يومين وفي مثل هذا الوقت تقريباً.
_"اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ"أستطيع سماع صوت الحق ينادي بي لصلاة الفجر، قلبت عينيّ بضجر.
_"مزعج"
همست معيداً تركيزي على شاشة هاتفي المُضيئة لأقرأ ماكتب أحد أصدقائي.
-إلهي ، تلك العادة ستقتلني!
اجمع حروف كلماتي بسرعة مجيباً! و أنا أقهقه.
-ولكنها ممتعة كـ اللعنة!
-عن أي لعنة تتحدث أنها مضرة، اشعر أن ظهري منقسم لنصفين، انها مقرفة!
ضحكت بصوت مكتوم و لم اتردد في كتابة كـلماتي.
-ما دامها مقرفة، لم تمارسها !؟
أخذ بعض الوقت لـيجبني.
-لا أعرف أنها ممتعة ولكن أكرهها أود أن أتوقف ظهري يؤلمني و اشعر بالذنب انها محرمة في ديننا
ارفع حاجباي على كلماته الأخيرة وارد بسرعة متعمداً احراجه.
- لا يا شيخ ، لم اعرفك ، بربك توقف انت تزيد الطين بلّة ، هل تتذكر ام تحتاج أن اذكرك ماذا فعلناً معنا!؟ ، ومن ثم ديننا القدير يحرم كل شيء لم يبقى سوى الهواء لم يحرمه!.
-لا أنا اذكر، ارجوك انسى و لا تذكرني مرةً اخرى أنا احاول أن انسى منذ دهـر! ، و انت تذكرني بكل سهولة ، انسى يا أخي انسى.
ابتسم بخبث وأرسل له.
-Well darling I'll forget.
قلبت عينيّ بملل على ما كتب.
-انا ذاهب للصلاة هل ستفعل!؟
اكتب له و أنا ادفن نفسـي تحت أغطية سريري الدافئ.
-No, I'll not don't
, لقد فعلتها و لم استحم بعد :)-يا مجنون! انت مقرف استحم وصلي واستغفر الله، ربما لا تستيقظ!.
- OK, OK,
توقف عن التشائم و اذهب لصلاتك يا شيخنا الفاضل ولا تنسى ان تدعوا ربك لي بالمغفرة.اكتب واقفل هاتفي حاشراً أياه تحت المخده و أغمض عينايّ للنوم ، يهمس صوت ما في داخلي
((ربما لا تستيقظ))
عُقدت حاجباي محاولاً طرد هذه الفكرة ، اخر ما سـمعته قبل ان اقـع في احضن النوم صوت اهتزاز هـاتفي معلنا عن وصول رسالة، وصوت منبه اخي.
...
متاع الدنيا قليل ومتاع الاخرة ليس له بديل ، و يا ويحي فلقد فضلت ما هو قليل على ماهو أزَل ، متاع الحياة كما قال الشاعر أبو الطيب المتنبي „اذا رايت انياب الليث بارزة فلا تحسبن ان الليث يبتسم„ و أبتسامة الحياة من أخبث الأبتسامات.