﷽
لا يوجد شيء في الدنيا أحلى من قلب أم تقية
ماترتن لوثر
...
أقف على سجادة الصلاة، اصلي! ، شارد الذهن ، مميلان رأسي بملل الجاهلية! ، مرهق الجسد و تأه الروح ، سامحاً للساني بترتيل كلمات اعتاد قولها منذ الصغر...!
_"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
قُلتها من على يمني وكررتها على يساري ثم هممتُ بسرعة إلى غرفتي مقفلاً الباب خلفي بضجـر من نظرات أمي! ،
صدقاً!؟ ، أنا لا اصلي لقد قطعتها منذ زمن ، ما الفائدة من فعل هذا؟! ، الحياة قصيرة أنا لن أضعيها بهذا الشيء! ، ولكن امي هي من اجبرتني أن افعل هذا امامها! ، عندما قالت لي في الصباح انها لا تراني اصلي وكانت اجابتي؛ اني اصلي في غرفتي!
ولكنها افزعتني بقولها : انها تراني في منامها بشكل لا يسر الخاطر وبعيد عن هذا هي تشعر اني لا اصلي!.
لطالما اخافتني امي بكلمها بنظراتها ، اشعر انها تعرف كل شيء دون معرفة أي شـيء! .
اصلي في غرفتي أليس بجواب مقنع؟!
كـيف لها أن تعرف و أن تتأكد اني لا افعل!!؟دائماً عندما افعل خاطئاً ما و اعود الى المنزل اشعر انها تعرف كل شـيء! ، كلامها ، نظراتها ، احلامها ، تجعلني اشك في انها تراقبني خارج المنزل ، أو أنها تعمل في المخابرات السرية ، عندما كنت اصلي منذ قليل في الصالة شعرت أن لها اعين في مؤخرة رأسها تستطيع رؤيتي بها! .
رغم أن أصدقائي مثالين أمامها إلا أنها لا تحبهم! كنت أضن أنها لا تحب أن يكون عندي اصدقاء وانها تريد أن أكون خادم المنزل فقط ، ولكن عندما رأيت حبها لأصدقاء اخوتي ،
اقتنعت أن الأم لها قلب يشعر بما ما لا يشعر به الطفل حتى ، هي تحب من قلبها! ، لهذا تشعر بي دون ان اتكـلم ، وكأني أحد شرايين قلبها ،
على عكس والدي الذي أعتقد انه يظن أن أصدقائي ملائكة منزلين من السماء من أجل مصادقة ابنه!،
هو يحب بقوته ، يراني قوي الهمة يضن أن هذا تأكثير أصدقائي الذين لهـم يد قـوية في هـذا الحـياة...!
كثيراً ما تعاقبني أمي ولكن سرعان ما تأخذني بأحضانها ، أحياناً اشعر بالأسى على كوني أبنها! ، هي تستحق ابناً افضل! ، عندما تمدحني أمام أخوتي و اقاربها وتقول : (( كـونوا مثله مرضـين لله ))،
سرعان ما أخفض رأسي! ليس خجلاً ولكن...! صدقاً لا اعلم اعتقد أنه ضميري الميت!.
اخاف كثيراً أن تعرف أمي بما أفعـله ، بما انا فيه! اعتصر نفسي قلقلاً في كل مرة اتذكر كلامها الذي قالته لي منذ سنتين عندما أمسـك بي و انا ادخن السجائر في الحمام يومها بكـت! وقالـت :
_"أرجـوك أجـعلني فخـورة بك امـام الله"
يومها وعتها أني سأفعل وذهب الوعد مع الصغر!.
...
تبكي أمي خوفاً على من الحياة و أبكي أنا خوفاً من فقـدان أمي فالحياة لا شيء دونها ، أمي احدى روائع ما خلق العظيم ، كل ما فعلته من قلبي كان بسبب أمي و هو الشيء الوحيد الذي وقف بجانبي في وحدتي ، فصنع الأفئدة لا يشيب .