﷽
حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ،
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ...
السلام عليكم ورحمة اللهِ وبركاته.
معكم روح مُحدثكم مِن الحياِة البرزخيَّة! ، التي أنتم علّى ميعادٍ معها عمَّا قريب ، إن شاءَ الله . فالنِهاية هِيَ المُوت و العُودة لله لا مفَر فـ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ
الأنتهاء ، الحزن ، الندم ، الرعب ، اليأس ، الوحدة ، الخوف ، الوحشة ، كله أعيشها الأن في القبر ، مُعلق بين السماءِ والأرض ، معاناتي نفسية و ليست جسدية! ، شبيه جداً بفراشة فوق بركان لا هي قادرة علّى التحليق نحوَ السماء و لا بساقطة نحوَ النار بهلاك ، كابوس مُستمر لا نهايةَ لهُ ، مُعاناة لا نُقطة لَها
المُوت ، أنا ميت ، ميتُ النفسِ وليس الروح! ، المُوت ليسَ بالنهايةِ يا أصدقائي ، بَل هَو البِداية للعالمِ الآخر ، العالم الذي تَتجلى فيهِ كلُّ الحقائقِ التّي لم نَكن ندركها بالحواس المَحدودة في إطار المادة ، فهُناك العالم الأرحَب ، عالم لا زيفَ فيهِ حيثُ تَبدو كلُّ الحقائق ماثلةً أمامَ العين .
تضنون المُوت هَو العدَمة ، النِهاية ، الخلاص ، !؟
لا و ربِ السمواتِ السبع و رب الأرض والعرش العظيم ، ربُنا ورب كُل شيءٍ ، نحنُ خُلقنا للبقاء لا للفناء ، فقَط أنهُ مُجرد انتقال من دار لدار .مِن رحمِ أمكَ للحياةِ الدُنيا و مِن الدُنيا للبَرزخ و مِن البَرزخ للأخرة .
بالكثير تسعةَ أشهرٍ فِي بطنِ أمكَ و بالكَثير ستين سبعين سنةٍ في الحياة الدُنيا ، كما قال حبيبيا مُحمد ﷺ ، و بعدها لذلكَ العالم الذي ربّما أمنتَ بهِ ولٰكن لم تدركهُ و لم تتفكر بهِ ، العالم البرزخي ، الفاصل بين الحياة الأولى و الأخيرة و ستبقى ليُوم يبعثون ،
ستأكُل نفسكَ ندماً لأنكَ جلستَ تقراء كلامي هذا ولم تكن جالساً على سجادتكَ تُصلي! ، ستحتضر دونَ موت ، وتصرخ دون صوت ستهلك لوحدك بوزرك ،
ستَكون امنيتك الكبرى أن تعُود للحياةِ للحظة فقط لتقول و من كُل قلبكَ " أستغفر الله العَظيم وأتوبُ اليهِ " لأنك تعلمُ جيداً أنَّ الله غفور رحيم ، ربّما لهذا انتَ تعصيه!؟ ،
لأنك تعلم أنهُ اللطيفُ ، الستارُ ، الغفارُ ، ولهذا انت تهاب البشر اكثر ، تخافُ من أمكَ و ابيكَ و أخيكَ أن يعلموا ما تفعل تحت بطانيتك لأنك تعرف أنهم لن يرحُمك مثل الله الذي الأن يراك و يحفظك و يسُترك و سيغفر لو استغفرت ، " وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "
فهل ستفعل!؟
ربّما لا!
صدقاً لا أهتمّ!
فأنت ستموت وتدُرك في النِهاية! .-كُل شيءٍ كان ممتعاً لحد ما ، ولكن لا شيءَ كان حقيقيّاً و ها أنا ذا أضع نُقطة البِداية
.