يتمايل بخفة ورشاقة،بينما ساقاه تلتفان تارة ليلتف هو بدوره حول نفسه، وتارة أخرى يتناثر شعره في الهواء دلالة على حركاته السريعة،وتارة ثالثة ينظر إلى ذلك بنظرة يملأها الغموض،ثم يعود لسابق عهده ويواصل رقصه، بينما الآخر ينظر إليه بكل حب وإعجاب، لا يعلم بعد عن مشاعره، لكنه لن يخفي الأمر أكثر، لا يستطيع نكران نظرات الحب بعد الآن.
أجل، هو سيعترف، ومهما كانت نتائج هذه المخاطرة، فهو سيفعل ذلك.
لم يكن مخاطرا قط، لكنه، ومنذ سبعة سنوات، قد تغير وأصبح كما ولو أنه فتى آخر، مشاعره تعبث بعقله وشخصيته شيئا فشيئا، وذلك المخيخ الصغير لا يستطيع تحدي قلبه الذي فاض منه العشق بسبب ذلك الفتى، ذلك الراقص المحترف.أفاق من شروده على صوت تضارب الأيادي، ليستنتج أن حبيبه السري قد أنهى لتوه رقصه.
لا مجال للهروب، عليه فعل ذلك، عليه بوح ماحبسه في مكنون قلبه لسنين ليرتاح إلى الأبد، فإما أن يلاقي صفعة، أو قبلة.توجه نحوه بخطى متعثرة، لايعلم مايقول أو مايفعل، كل مايهمه الآن هو ذلك الواقف بعيدا عنه ببضع خطوات يشرب المياه من القارورة بتعب بينما صدره يعلو وينخفض بارهاق.
للحظة كان سيتشتت بسبب شفتا الآخر الملتحمة مع حواف القارورة وينسى هدفه، ينسى ماجعله الآن واقفا ينظر له بينما هو يحدق به بهدوء...كالعادة."هيونغ، أ-أريد التحدث إليك لثوان." أخرج الكلمات بصعوبة من فمه ليهمهم الآخر ويشير له بيده بينما يتخطيان سويا الطلاب ومن ثم القاعة.
"تحدث." بصق الآخر بلا مبالاة لينظر سيهون خاصتنا إلى الأرض للحظات معدودة ثم ينقل بصره إلى عينا حبيبه التي تثقبانه.
"ل-ليس نه-هنا." تلعثم ليدير الآخر عيناه بضجر ويشير،مجددا، بيده إلى الدرج ليصعد كلاهما، إلى الحمام.
الحمام؟ أنا أيضا لا أعلم لما اختاره كاي، لكن أؤكد لكم بأنه لاينوي خيرا بصغيرنا أبدا."تحدث الآن." قال بكل ملل بينما يقفل الباب ويدير المفتاح ليحبس كلاهما هناك.
"أنا..أنا أحبك، أجل أنا أفعل هيونغ، اركلني، الكمني،لكنني لن أتردد في قول هذا ولن أتراجع...أنا أح-" لا يعلم من أين أتته الجرأة ليقول كل ذلك، لكنني أقسم بأن الحرفين المتبقيان قد رفعا رايتهما وفضلا البقاء بأمان داخل فم صاحبهما، فقد أخرسته تلك الصفعة التي أدارت وجهه يمينا بدون رحمة.
لكن ان راقبنا كاي قليلا، فسنجد الدموع قد سبق وتمردت عليه وسالت بكل سكينة على وجنتيه."أنت لم تحبني قط سيهون، جل اهتمامك هو الشهرة، الشهرة وحسب." بصق بجمود ليغضب الآخر سريعا، فكيف له أن يتهمه بشيء كهذا بينما هو بريء ذنبه الوحيد هو عشق هذا الإنسان أمامه؟!
"لم أحبك قط؟ وما أدراك أنت؟ ان كنت لم أحبك كما تدعي أنت، فلما قد أطلب منك التوقيع على مذكراتي بينما الصفحات تكون لازالت فارغة؟ لما قد أنتظرك أن تخلع قميصك بعد الرقص لأسرقه من غرف التبديل لأحتفظ به؟ لما قد أرقص معك بينما جسدي يكاد يكون جثة هامدة بسبب التنمر هنا؟ أخاطر وأرقص معك رقصا خطيرا وصعبا فقط لأشعر بذلك الذي بين ضلوعي يدق بسرعة فائقة، فقط لأشعر بالفراشات تحلق في معدتي، ذلك الشعور الذي أحسست به وأدمنته منذ سبعة سنوات." قال شبه صارخ ليكمل بينما العبرات قد وجدت طريقها وشقته نحو أنحاء وجهه.
"لقد أقلعت عن الكحول والمخدرات، لقد أقلعت عن السجائر أيضا وصبغت شعري عدة مرات،وضعت وشوما وتدربت على الرقص بينما أنا مجرد فتى في الثانية عشر، لم أهتم لرغبتي الشديدة في شرب الخمر أو في استنشاقي للكحول المنبعثة من الأدوية في الصيدليات وقاومت شهواتي وإرادتي من أجلك،عملت خادما لتاجر أنظف له مخازنه فقط لأستطيع اشتراء الملابس المخصصة للرقص هنا، لأراك، لأكمل عادتي تلك وأستمر فيها، أعلم أنك لم تطلب مني أن أفعل، لكنني قد فعلت، فقط لأكون مثاليا، مثاليا لتتكرم وتنظر إلي بنظرة أخرى غير تلك الباردة والكارهة. لم أطلب منك يوما إلتقاط صورة بينما أردت دائما وبشدة، لم أصورك يوما وأنت ترقص أو عاري الصدر بينما كانت كل أمنياتي أن أغط في النوم وهاتفي بين يداي أشاهدك عبره ترقص وتتمايل، لم أفعل أيا مما أردت فقط لتكون أنت راض ومرتاح، فقط كي لاتتأذى بسبب الإشاعات أو تتضايق مني، فكيف لك أن تقول بأنني أريد الشهرة لاغير؟"
"أ-أنا.." تمتم الآخر ليقاطعه سيهون مضيفا.
"دعني أكمل، لقد جهزت نفسي لسبعة سنوات فقط لقول هذا فدعني أكمل أرجوك.
أتعلم لما أتيت إلى هذا المعهد الغبي؟ ليس حبا في الرقص، انما حبا في مشاهدتك ترقص، لقد تركت حياتي في مكان أجزم بأنك تجهله، تركت عائلتي ومدرستي وعصابتي وكل شيء فقط من أجلك،أما أنت..فهل أبهت بي يوما؟ لا، لم تفعل، كل ماكنت تهتم به هو الرقص. الرقص والرقص والرقص. اللعنة على الرقص الذي جعلني متيم بك! أأنت على علم بكم مرة صعدت على المسرح لترقص؟ لا لا أظنك، اذا دعني أخبرك، انها واحد وثلاثون مرة، واحد وثلاثون مرة يذوب قلبي لسماع تغزلات المعجبات بك. حسنا شيء آخر، هل تعلم كم مرة رقصنا معا في التدريب؟ لا تفعل، انها عشر مرات لعينة، عشر مرات أرقص معك. لا أعتقدك اقتنعت بأنني لاأستغلك بعد، اذا دعني أسألك، هل تعلم لما أنا الآن هنا؟ إنه من أجلك، فقط لتلاحظني، أنا أيضا راقص محترف ومشهور،ومن أفضل المتدربين هنا حتى أن أعظم الشركات في كوريل قد عرضت التعاقد معي، لكنني رفضت،فقط لأراقبك،رغم أنني أمتلك عددا لايحصى من المعجبين إلا أنني دائما أتخذ مكاني بين المبتدئين أراقبك ترقص،دائما ما أشتري تذاكر باهضة ومضاعفة الثمن لأجد لي مكانا بين الصفوف الأولى."
أنت تقرأ
Sekai OneShots
Fanfiction® All rights reserved. • I don't allow copying, neither expressions nor ideas.