One Shot 2

9.1K 245 25
                                    

'قابلني عند السطح'
تنقلت مقلتاه بين تلك الأحرف بحيرة،
مالذي يريده بعد؟

لطالما كانت لحظة الاعتراف في الروايات المدرسية في سطح ناء، ولكن، هل سيحدث هذا الآن؟

ترك الورقة من بين يديه لتسقط على الطاولة ويتجه إلى باب القاعة ومنه إلى السلم الضيق المخفي الذي سيوصله إلى السطح، حيث ذاك الذي ينتظره بلهفة.

دفع الباب الحديدي ليصدر صوتا مزعجا، لعن بين أنفاسه، فلطالما كره المرتفعات وخاصة...هذا المكان المشؤوم.
كان يقابله بظهره، ليست لديه الجرأة ليواجهه، لكنه امتلكها ليستدعيه لمكان كهذا؟!
"مالذي تريده؟" نطق بحدة، بينما يداه ترتعشان وتنفسه يكاد ينعدم، بالطبع فتلك الحادثة لن تمحى من ذاكرته مهما طالت السنين.
"س-سيهونا..أنا..أن-" تكلم بتردد ليقاطعة الآخر بغضب "التفت إلي حين أخاطبك!"
"اقترب." نطق بسكينة مخيفة بينما لم يلتفت ولم ينصع لأوامر ذلك الغاضب وراءه.
"مازلت عنيدا ولعينا." همس بينما يتقدم بضع خطوات ويبتلع ريقه، فهما على حافة السطح الآن،وياويلي من ذلك العلو الشاهق الذي يكاد يودي بحياة سيهون خاصتنا إلى السماء، حيث تلك المسكينة المنتحرة.
"ومازلت تخاف من المرتفعات والأسطح." أجابه ببرود، لكن في الواقع هو يتألم أيضا، فبسببه هذا الفتى بجانبه يعاني منذ سنين.
"ل..لا، لا أفعل!" انفعل سريعا، فهذا الجونغ ان يعلم عنه كل شيء، وبكل شيء أشمل، نقطة ضعفه اللعينة.
"لا تكذب سيهون، انك لاتزال تراها في كوابيسك أيضا." تحدث بهدوء بينما هو من الداخب يصارع ذلك الهيجان وتلك الثورة، لم يجلبه ليقول هذا أصلا، فلما يفعل الآن؟
"اخرس!"صرخ بها سيهون ليلتفت إليه الآخر وينظر في عيناه التي تتجنب رؤية وجهه، فهو كان ينظر أمامه إلى الأسفل حيث السيارات تجعلك تريد التقيأ من شدة سرعتها.
"في هذا المكان تحديدا، ماتت." قال بحزن، لايأبه لقوته وجبروته اللذان اعتاد عليهما الآخر، فتلك الحادثة هي نقطة ضعف لكليهما.
ثم أدف ب"لا يسعني القول بأنها لم تنتحر بسببي، لكنه بسببك أيضا!" أردف بجرأة ليتشجع الآخر ويصفعه بكل قوة وقهر على وجنته، فلطالما تمنى فعل ذلك.
"بسببي؟ أتقول بأنه بسببي؟ لا أظنني أنا من خدعت صديقي وتقربت من حبيبته! لاأظنني استغليتهما لأنشأ شجارات بينهما! لا أظنني من ضاجعت حبيبتك وجعلت منها حاملا بطفلي ثم تركتها وهجرتها! لاأظنني من جعلتها تعشقني حد جعلها تفكر في الانتحار! فكيف لك أن تبرأ نفسك من خطاياك جونغ ان!" صرخ بقهر وحرقة بينما دموعه تجد طريقها لتداعب وجنتيه، هي لم تكن خطيئته،لكن ذنبه كان... ثقته العمياء بهما.
"لا تلقي اللوم علي سيهون، لدي أسبابي بفعل ذلك."
"وأنا أيضا لدي أسبابي لتجاهلك واخراجك من حياتي." قال بينما يشهق ويحاول التخفيض من نبرة صوته قدر الامكان، فهو قد تجاهل صديقه لسنين، وحان الوقت ليتحدثا، لكنه فقط لا يستطيع، هناك شيء يمنعه، ولا أظنه يعنيني لأخبركم به، دعوا المعني بالأمر يخيركم ان أراد!
"لا! ليس لديك! تجاهلتني لخمس سنوات سيهون وكان هاذا كافيا! ألم يحن الوقت لتسمعني؟!" صاح بذاك المرتعش أمامه ليجيبه الآخر بنفس طبقة الصوت.
"مالذي ستقوله جونغ ان! فعلتك تلك لا تغتفر! مهما كان السبب فهو غير شرعي!"
"وهل الحب بالنسبة لك عذر غير شرعي؟" سأله بهدوء ليقطب حاجباه بعدم فهم، ألتوه اعترف بحبه لسي يون؟! (سي يون حبيبة سيهون.)
"هل تعي ماتقول؟ ألتوك اعترفت بأنك أحببتها؟ اذا وان فعلت فكيف لك أن تهج-" بدأت ملامح الحيرة بالارتسام على وجهه المثالي ليقاطعه الآخر بقول زاد الطين بلة.
"أنا لست مستقيما سيهون، وأنت تعلم هذا جيدا."
"إ..إذا، م..ماذا تقصد ب'الحب'؟" ابتلع ريقه بخوف بينما يحاول التخفيف عن نفسه بأنه مثلا يتوهم،وأنه سيستيقظ الآن ويصبح كل شيء مجرد حلم.
لكن لا، هذا ليس حلما أو تخيلا، انها الحقيقة، كاي وبطريقة غير مباشرة اعترف بحبه لك سيهون، أفق من غفوتك!
"أقصد بأنني أحببت شخصا كان يعتبرني مجرد صديق في مدرسته، كانت الطريقة الوحيدة لجلب انتباهك لي وكرهك لها سيهون، الخيانة تجعل منك كارها لها، وهذا بالظبط ماأردته، أردتك أن تنظر إلي كما أنظر إليك، لكنني لم أرد أن يصل بنا الحد إلى هنا، هي من تعدت حدودها وأرادت فعل مافعلناه، كانت خطيئة، وكنت غير راشد كفاية لأتهرب من المسؤولية وألقيها كاملة عليكما وأفر هاربا...يقولون بأنك ان حاولت التكفير عن ذنب بطريقة مذنبة وخاطئة فسترتكب جراء ذلك ذنوب أخرى، وأنا ذنبي الوحيد كان...حبك سيهون."
"لا...لا...لا لا ليس هكذا! ليس هكذا!" تمتم سيهون بينما يتراجع،لكن لا! لن يستطيع الهرب مهما فعل وأينما ذهب، فهذه المتاهة، ان دخلتها لن تخرجها مهما كلفك الأمر، وان أودى بحياتك!
"سيهون لا تتهرب من الواقع!" صاح كاي من بعيد بينما الآخر مازال يتراجع، قلبه طحطم حقا إلى أشلاء، وكأنه كأس زجاجي ولامس الأرض بعنف، ولكن ان أمرنا عقلنا باتباع قلبنا، فأي جزء من ذلك المكسور سنتبع تحديدا؟!
"لا..لا..كيف لك! كيف لك!" بقي يصرخ تارة ويهمس أخرى، بينما جرى نحوه فجأة وبدأ بضربه على صدره وصرخ مجددا ب"لما الآن! لما الان؟!"

بقيا على تلك الحال لعدة دقائق إلى أن هدأ بطلنا، ثم وفجأة، ولاتسألوني كيف حدث ذلك، لاحظ سيهون أن جونغ ان كان يعانقه ويقبل مقدمة رأسه ليهدأه ويخفف من روعه، ليبتعد عنه بسرعة وبوجه محمر وعينان خجولتان تنظران إلى كل شيء عدا جونغ ان.
"لما الآن؟! لما جونغ ان؟" همس بطبقة ملحوظة ليعقد الآخر حاجباه ويجيبه بسؤال بدوره.
"ماذا تعني بلما الآن؟"
"لقد انتظرت ذلك طويلا جونغ ان، ولمعلوماتك انني لم احب سي يون قط، بل كنت قد ارتبطت بها لأجلب انتباهك كما كنت تفعل أنت." قال لتتوسع عينا جونغ ان بصدمة، هل لتوه...اعترف بمبادلته للمشاعر؟!
"س-سيهون انها مزحة ثقيلة." تأتأ وعيناه تأكلان صديقه أمامه حيا.
"تعلم جيدا بأنني أكره المزاح جونغي." أدار عيناه وأجاب ليبتسم الآخر بجانبية وخبث ويقترب منه.
"ألتوك ناديتني ب...جونغي؟" قال بنبرة لعوبة ليدفعه سيهون بخفة ويصرخ شاتما إياه وناعتا له باللعين اللعوب.

"سيهونا." كسر جونغ ان الصمت،بينما هما جالسان على أرض السطح ينظران إلى السماء، ليهمهم المعني بالأمر كإشارة له أن يكمل.
"لما قد تحزن ان لم تحبها؟أعني سي يون."
"لأنني استغليتها جونغ ان، وكنت أشعر بالذنب والأسى حقا.فليس عدلا أن تنتحر قهرا وحسرة بينما كنا الاثنان نستغلها، أليس كذلك؟" أجاب بكل صراحة ليتفادى الأخر سؤاله الأخير ويطمأنه.
"لا بأس، أنا معك،وأنت معي، لا مجال لأي شيء بيننا، ولو كان نملة." قهقها على كلامه وتشبيهه الغبي ليستدير الجالس بحضنه وينطر إلى عيناه بعطف وحنان ويخبره بدون سابق انذار."انني أحبك جونغي، أتعلم؟"
"وانني أحبك أكثر، أتعلم؟" أجابه بكل رومانسية بينما ينحني ويطبع قبلة هادئة على وجنة سيهون، ثم يفرش شفتيه على شفتا الآخر الكرزية ويبدأ بتقبيله بسكينة وحب.

ويهذا تكون انتهت قصتهما، أو لنقل بأنها مجرد صفحة من صفحات كتاب كتباه بمشاعرهما الحقة، التي وبالنهاية دلتهما إلى الطريق الصحيح، فمابالك ان حدثتك عن طفولتهما معا؟ وعن صداقتهما؟ وعن حبهما الذي انتها بالزواج؟
ولهذا، انني أخبرك، استمتع بلحظاتك مع عشيقك مهما كانت حزينة، فلطالما كان الوقت معدود، ولطالما كانت للزمن نهاية سريعة!

*النهاية*

أعرف اني زودتها بهاي السنوات الدرامية اللي كل مره أسويها موضوع حزين وكذا، بس بحب السنين الضايعة وكذا😂😂
احم ماعلينا، اشوفكم بخير بالتشابتر الجاي، باااي😍😍

Sekai OneShots حيث تعيش القصص. اكتشف الآن