غرابة في عقلي | Weirdness on my Mind

Alone, togheter

إنقبضت أنفاسنا و زاد لهثاننا، لم نتوقف،
نجري..
في عجلة من أمرنا، لا نسمح للرياح أن تفرقنا،
أصابعنا الجليدية متداخلة، متماسكة،
دفء قلوبنا يصد الصقيع، محال أن يردنا،

نجري وراء شيء، ربما كثير..أو ربما لا شيء،
لا أحد يعلم..فقط نجري،
بحثا عن كسر الروتين، بل إبادته، كما فعل بنا،
بحثا عن الحرية، دون ظل من رفضونا،
دون هُرَائهم، بعيدا عنهم..
نجري..

تنبض قلوبنا في إنسجام، معا، كجسد واحد..
أعيننا مصوبة نحو السماء، ملت من الأرض..
تحَدق في ألوان السماء الموسمية،

إِنْبَثَقَ ظلُ الحرية بعيدا في الأفق،
يزيدنا حماسا و إبتهاجا، نعدوا إليه دون تردد..
لم نفكر، فقط أردنا، لم نقرر، فقط فعلنا..
عشنا اللحظة !

مبهجة هي رائحة الملح المنبعثة من مكان غير بعيد،
تطمأننا و تبشرنا، البحر قريب منا..

على ملامح وجوهنا التعيسة، ترتسم إبتسامة لم نر مثلها من قبل،
يزول تعبنا و شقائنا لبرهة ربما لن تعود،يستمتع بها،  فلا تشتكي أجسادنا ..
قريبا منه..
نسرع أكثر، غبطة تملأنا، مجهول ينتظرنا..

تبدوا السماء فوقنا منهكة، ستلقي بأشعتها بحرا،

مرهقين وصلنا إلى المحيط،
يبدو أن الموجات تنادينا،
يد تواسي الأخرى، نسير بثبات، خطوة تتبع الأخرى،

نستجيب لدعوتها، نرمي بأنفسنا بينها،
تغوص أجسادنا داخلها، ترمي بكل القذارة خارجها،
فقط الحركات تحكم هنا، لا تردد في هذا المكان..

في وسط المحيط الشاسع ، ترصد الشمس حركتان فقط،
لا تحرمهما من متعتهما، تزيل أشعتها، كلما غابت قليلا ، زادت جمالا..

سُمِعت ضحكات و قهقهات وسط البحر كأنها أول مرة تنطق صوتا لها،

إنتهى هذا المساء بمشاعر كُتِمَت لتضل أسيرة بين سجنين،
 لتنفجر بقبلة أسرت من حضر لحظتها : سماء، بحر وشمس..