أين المفر ؟

127 11 10
                                    

أفر من ضجيج العالم،
كل ذلك الكلام التافه يلوث الهواء،
يمنعنا من الإستماع لصوت الطبيعة،
يجعل الحيوانات تحس بالخوف،
قذف و ذم و نباح و زئير ، هكذا تحول الإنسان،
أفر إلى عالمي الخاص، أبحث عن الهدوء..
لا ضجيج هنا، لا صوت، كل شيء معدوم هنا،
لا شيء..
أجلس أم أنام أم أقرأ، أقوم بشيئي الخاص،
فقط حركاتي تسمع، للوهلة الأولى تضر بالأذن،
موجات الهدوء تلك تجعل من التفكير صوتا،
كأنها ترصد دخيلا عن نظامها، صديق العدو..
تحلل نفسيته بصمت يتيق إليه العالم الآخر،
ما إن أصد تلك الهجمات البدائية،
حتى يأتي سلاح الدمار،
"محال أن يردّه.."
أقوم أستلقي محاولا النوم، أرمي بيومي بعيدا في ثقب الوقت المظلم، أقتله..
"ليس بعد.."، صوت يشق رأسي فيشّغل ماكينة التفكير و التيهان في رأسي، دوامة لا تنتهي..
شيء بداخلي يقتلني، يمزق أحشائي..
أشعر بالفراغ محتفل مع الهدوء، على ملامحهما إبتسامة عريضة ماكرة، إنهم يفوزون..
أين المفر؟
أحمل جسدي لوسط الغرفة، أدور و ألف على نفسي، أمسك رأسي بقوة، كأني أصارع شبحا،
أحاول إخراج شيء، شيء مجهول، غير ملموس،
أبدا لم أعرف ما يكون..
أسرع باحثا عن وسيلة لكسر الصمت، لكسر العذاب..
نعم! ، وجدتها، هي من يكف ألمي هذا..
أشّغِلُ الموسيقى عالية، يختفي الصمت دون وداع،
أشْغِل نفسي بها، أردد الكلمات واللحن بعدها، أنسى قليلا من ذلك المجهول !

الضجيج أم الهدوء؛ لا أعلم، لا أحد يناسبني..

وأنا أخط هذه الكلمات، تراءت لي جملة :
"أشّغِلُ الموسيقى عالية.."، تساءلت مع قلمي !
هل أغيرها ؟ و هل فقط الموسيقى تصلح لموقف كهذا؟ يصرخ الضمير فِيّ؛ أكتب ما حدث..الحقيقة..
فعلت ذلك..
ثم تساءلت، ماذا لو كان القرآن من شَغّلت؟
أين أنا من أنا..

غرابة في عقلي | Weirdness on my Mindحيث تعيش القصص. اكتشف الآن