- إن لم تتذكر أولى الكلمات بينكما فلا حاجة لسرد كيف كانت محادثتكما -
كانت البداية بينهما باعتذار .. أرسلت طلب الصداقة بالخطأ .. فقبلها بالخطأ أيضا .. فاعتذرت .. فقبل الاعتذار ..
بداية ليست كباقي البدايات .. خطأ فاعتذار .. وكأنهم رسموا مسار ما سيكون بينهما من أول وهلة .. لكنهم لم ينتبهوا لسر ما وقع .. ففيه حل لما سيأتي في مستقبلهم .. فالخطأ هو ما سيجمعهم والاعتذار هو ما سيطيل جمعهم .. لم تبتدئ كلماتهم بمعرفة الاسم والسن والمكان .. فذلك حديث الغرباء .. أما هم فقد ربط الله اسماهما في سابع سماوات .. وابتدأت الحكاية بينهما عند ازديادها هي ﻷنها أصغرهما سنا .. فهو قبل أن ترى هي النور كان طفلا يتعلم أبجديات العيش لكي يستقبلها عند ازديادها ويعيش دور الرجل الذي يحميها حتى وهو لا يعرفها وبعيد عنها .. فقدر المستقبل يجعل الماضي جامعا بطريقة غير مباشرة .. ولجت عالم الدنيا .. ابتهجت روحه في ذلك اليوم .. وكيف لا وهو يشاركها نفس شهر الازدياد .. عيناه تراقبانها من خلال قمر سماء وطنهم المشترك .. هي تكبر وهو سابقها في الكبر .. هي تتعلم وهو سابقها في التعلم .. نعم فإن نقاط اشتراكهما تشابهت .. وكيف لا .. فقد ربط الله اسماهما في سابع سماوات .. مرت الأيام .. فجاء الخطأ والاعتذار الذي جمعهما ..