الجزء 2

57 4 4
                                    

  - إن لم تكن لها عونا في محنتها فلا حاجة لها بك –
أخطأَت .. فاعتذَرت .. فقبل .. فتحدثا .. ناداها باسمها دون تردد .. وكيف لا وهو من يرافقه نفس الاسم طوال ما مر من أيام .. بل وحتى هو من اختار أن يطبع نفس الاسم في صفحات دفتر نسبهم .. أ تدرون لماذا .. فهو من انتظر ازديادها بشغف .. ربطاً للماضي بالمستقبل .. استكملا حديثهما الذي انطلق من ازديادها .. فسألها عن قمر أحد الليالي .. وكأنه كان مرافقا لها لا بعيدا عنها .. وكأنهما كانا يتقابلان من شرفتي منزليهما لمشاهدة ضوء السماء المظلمة .. وهل للظلمة ضوء ؟؟ نعم .. في عالمهما الظلام نور .. المشكل حل .. الخطأ اعتذار .. قاموسهما غير ذلك الذي ظل ويظل يُدَرَّس في المدارس .. نعود لقمرهما .. ففي صغرهما .. وحتى قبل أن يعرفا بعضهما .. كان لهم قاسم مشترك .. كان لهم مكان مشترك آخر .. غير قمر الليل .. اسم هذا المكان فيه أحرف تجمع بين الرابط بينهما ونسبها .. ما إن يذهبا إليه .. حتى يجلسا ويحادثا ما تقابله أعينهما .. وكأنهما يحادثان بعضهما البعض .. إنه ربط الماضي بالمستقبل .. نعم .. فقد ربط الله اسماهما في سابع سماوات .. انطلق حديثهم بكل عفة وعفوية بكل وقار وحياء بكل انسجام .. بدأ أحدهما يحدث الآخر عن نظرته للجنس الآخر .. حديث كله براءة واحترام ..  

هكذا كانت تحدثنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن