الابتداء بالنكرة:
الأصل في المبتدأ: أن يكون معرفة لا نكرة؛ لأن النكرة مجهولة، والحكم على المجهول لا يفيد، فلو قلت: رجل قام، لم تحصل فائدة؛ لأنه لا يخلو الزمان من قيام رجال، لذلك كان الأصل الابتداء بالمعرفة، إلا أنه قد ورد الابتداء بالنكرة لوجود ما يسوغ ذلك.
مسوغات الابتداء بالنكرة:
هناك حالات يسوغ فيها الابتداء بالنكرة، وقد أرجعها البعض – كلها – إلى العموم والخصوص.
فمثال العموم: ما رجلٌ في الدار، فهنا عموم في رجل، وحصلت الفائدة بخلو الدار من جنس الرجال.
ومثال الخصوص: قوله تعالى: {وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ} [البقرة: 221].
فـ: «عبد» مبتدأ، وهو نكرة، وجاز الابتداء بها، لكونها خُصِّصت بالوصف، فحصلت الفائدة، حيث قللت شيوع العبد لكونه مؤمنًا.
والمدار في ذلك كله على حصول الفائدة.
وهذا ما أشار إليه ابن مالك بقوله:
وَلَا يَجُوزُ الِابْتِدَا بِالنَّكِرَهْ
مَا لَمْ تُفِدْ كَـ(عِنْدَ زَيْدٍ نَمِرَهْ)
وَهَلْ فَتًى فِيكُمْ فَمَا خِلٌّ لَنَا
وَرَجُلٌ مِنَ الْكِرَامِ عِنْدَنَا
وَرَغْبَةٌ فِي الخَيْرِ خَيْرٌ وَعَمَلْ
بِرٍّ يَزِينُ وَلْيُقَسْ مَا لَمْ يُقَلْ
وقد أورد النحاة مسوغات كثيرة للابتداء بالنكرة.
نذكر منها ما يأتي:
1- إذا دلت على عموم مستغرقة كل أفراد الجنس، نحو: هل فتى فيكم؟ وما رجل في الدار، فالذي سوَّغ الابتداء بالنكرة العموم المستفاد من النفي أو الاستفهام.
2- إذا دلت على خصوص، وذلك:
* إذا وُصِفت، نحو قوله تعالى:{ وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ} [البقرة: 221]، ورجل من تميم عندنا، فـ: «رجل»: مبتدأ، والذي سوغ الابتداء بالنكرة كونها موصوفة.
* إذا أضيفت إلى نكرة، نحو: عَمَلُ خير محبوبٌ، فـ: «عمل»: مبتدأ مرفوع، خير: مضاف إليه، ومحبوب: خبره، والذي سوغ الابتداء بـ: «عمل» إضافته.
* إذا عملت فيما بعدها: مثل قولك: رغبةٌ في الخير خيرٌ.
رغبة
مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
في الخير
في: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. والخير: اسم مجرور بـ(في) وعلامة جره الكسرة.
أنت تقرأ
الحرف الذهبي (تصحيح و تنقيح الكتب) متوقف حاليا
Non-Fictionالسلام عليكم و رحمة الله و بركاته #114 غير روائي،، من (ي)تريد مراجعة و تصحيح كتاباته(ا)، ما عليه(ا) إلا كتابة الطلب في الفصل الخاص بالطلبات، و أنا على استعداد للمساعدة إن شاء الله.