بداية الحرب

1.6K 146 83
                                    

تباعدت جفونها لتعلن عن استيقاظها وخروجها من عقلها الباطني لكن عندما استيقظت لم تجد نفسها في المكان الذي فقدت وعيها به

نهضت من ذلك السرير القديم بسرعه وقفت امامه واخذت تتفحص الغرفة علّها تدرك المكان الذي هي به

لكن بلا اي فائدة فهذا الكوخ الذي تتواجد هي به حالياً خالٍ من اي ذكريات لها لم تره قبلاً

سمعت صوت قبضة الباب التي شدت لتعلن عن فتحه نظرت ناحية الباب بنظرات حفها الحذر والخوف

لترى عيناها امرأة عجوز بشعر قد غطاها الشيب وجسد اهلكه الزمن

فور ان لاحظت العجوز استيقاظ هارو حتى جرت نحوها بسرعة واخذت تتفقدها :
-هل انتي بخير يا صغيرة؟

تفاجأت هارو من فعل العجوز لتقول بتسائل :
-اين انا؟ 

تنهدت العجوز وقالت بنبرة غلبها الحزن :
-انت الان في كوخي القديم اسفل الوادي الذي تقع به احد اكبر المدارس

-ك  كيف وصلت الى هنا؟  و  اين هم اصدقائي

قالتها هارو بنبرة طغى عليها الخوف والرتجاف لترد العجوز :
-لا ادري انا فقط وجدتك ملقاةً اسفل للجهة الشرقية من كوخي وقد كانت تغطيكي الدماء والكدمات كما احتوى جسدك على اثار خدوش كثيرة

فتحت فاهها الصغير بتفاجؤ ثم قالت :
-منذ متى وانا هنا؟

وضعت العجوز اصابعها اسفل ذقنها ثم نطقت :
-ثلاث ايام تقريباً

انحنت هارو شكرا للعجوز ثم استأذنت منها :
-اسفه علي الذهاب ، اتعرفين الطريق للمدرسة؟

-اه اجل اتريدين ان ادلك عليها؟

-رجاءً اجل

قامت العجوز بوصف الطريق لهارو لتنطلق بلا اي سابق انذار وقد اثقل قلبها القلق والخوف على اصدقاءها فهاهي مغمىً عليها لاكثر من ثلاث ايام ولا تعلم ما يدور حولها

اخذت تجري بين اغصان الغابة القريبة من الوادي وهي تتخبط بالاغصان وما زاد رعبها هو رؤيتها للدماء المتناثرة في كل مكان

  كاد ان يتوقف قلبها عند رؤيتها ل دايكي ملقىً اسفل شجرة وقد اثخن بالجراح والكدمات

اقتربت منه والدموع قد اتخذت سبيلها على وجنتيها انخفضت لتجلس بجانبه

وضعت كلتا يديها على وجهه ثم بدأت تصرخ باسمه وتحاول ايقاظه :
-دايكي؟! 

قالتها بنبرة باكية لكن دون فائده كررتها مراراً وتكراراً الى ان سمعته يتمتم بكلامٍ لم تفهمه بدايةً

اقتربت منه وعلى وجهها قد شقت ابتسامة تحلت ببصيص امل لتسمع الكلمات التي كان يرددها "احتاج الدماء"

كلمات قالها الملقى اسفل الشجرة لتتذكر هارو ان اصدقائها ليسو من البشر

حاولت الكلام معه كثيرا لكن كل كلمة كان ينطق بها هل "دماء"

ما جعلها تقرر ان تضحي بنسبة من دماءها لشخص اعتبرته صديقها واكثر لشخصٍ ساعدها عدة مرات فهل ستقف مكتوفة الايدي عند رؤيتها له يتألم؟

رفعت اكمام القميص عن ذراعها الايمن ثم اخذت تبحث بعينيها عن اي اداة بامكانها اختراق جلدها

واخيراً وجدت مخلباً القي بجانب شجرة قريبة نسبياً لتنطلق نحوه بسرعة

احضرته وعادت لتجلس بجانب دايكي ..اخذت نفساً ثم وضعت المخلب على يدها ليحدث جرحاً تسبب بخروج دماءها

قربت يدها من دايكي الذي ما ان اشتم دماءها حتى انقض على ذراعها واخذ يشرب منه كمن لم يشربه سابقاً

تألمت هارو لكنها ابتسمت واخذت تربت على شعره بيدها الاخرى وهو لا يزال غير مدركاً لما يفعله ومن الشخص الذي تُستهلك منه دماءه

بعد دقائق عاد دايكي لطبيعته وما ان لاحظ انه يستنزف دماء هارو بكثرة حتى تراجع للخلف واضعاً يده على فمه :
-ماذا فعلت!؟

نطق بها بخوف وقلق ليأتيه ردها الدافئ :
-لا بأس انا من اعطاك دمائي لا انت من اخذها بالقوة

نظر نحوها وعيناه لا تكادان تصدقان ما امامهما ليندفع بسرعة نحوها ويحتضنها بقوة :
-حمقاء لما عدتي؟! 

قالها بحزن لتردف هي :
-لم تخبروني ان ذلك ممنوع

قالتها مازحةً بينما تبادله الاحتضان ثم اردفت :
-لكن.. هل لك ان تشرح لي ما حدث؟

نظر لها بجدية وقال :
-"عندما كنا بالقاعة انت فقدتي وعيك فجأة اجتمع الاساتذة حولنا لكن احدا لم يجد تفسيراً لذلك امضينا يوماً كاملاً في محاولةٍ لايقاظك لكن عبثاً .. عشية ذلك اليوم حصل هجوم اخر من قبل تلك المسوخ المقرفة

هاجمت جميع من في المدرسه لذا اضطررنا الى الهرب بكِ وكان المدير مصراً على هربك انت بالاخص لا ادري لما لذا تطوعت بحملك والهروب بك وبعد الحاح شديد وافق المدير شرط ان اعود للدفاع عن المدرسة مع بقية الطلاب

لذا اتيت بك لهذه الغابة لاهرب لكن تلك المسوخ لحقت بنا واحدثت جراحاً في جسدي حاولت الهرب بكِ الى ان انتهى الامر بنا عند حافة الوادي

حوصرنا هناك حاولت الافلات منهم لكن بلا فائدة وهناك لمحت الكوخ الذي يقع بالاسفل وان المسافة ليست بالكبيرة لقتل بشري لذا القيتك هناك وبعدها حاولت العودة الى المدرسه لكن لا فائدة وانتهى بي الامر فاقداً لوعيي بسبب نقصان الدم الذي عانيت منه "

وضعت كلتا يديها على فهمها ثم سمحت لدموعها بالانسياب على وجهها مجددا لتنطق باسى :
-اسفه داي تشان

احمرت وجنتاه لسماعه ذكرها له باختصار اسمه ليدير وجهه للجهة الاخرى في محاولة لاخفاء خجله لكنها قد لاحظت لتردف :
-لكن لما فعلت ذلك؟

-ه  هذا ل.. لانني...  ااه انسي الامر!

قالها بينما يبعثر شعره بقوة لتضحك هي بلطف على مظهره لكن ما زاد احمرار وجهه هو اندفاعها لاحتضانه ولاول مرة تبدأ هي باحتضانه :
-شكرا لك داي تشان

قالتها بينما تدفن رأسها في صدره وتتمسك بثيابه بقوة

***********
يتبع

اسفه ع التأخير "كل مرة صرت اتأسف مووه (*>.<*)"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 31, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حلمي تحقق بشكل ما  *موقفه*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن