جزء من الحقيقه

1.1K 96 14
                                    

في ليلة ذلك اليوم الذي عدته هارو اسعد يوم في حياتها كانت تتمشى فرحةً عائدةً لغرفتها وهي تتوق لرؤية من جعلها تقع في حبه

لم تكن تلك الصغيرة مدركةً لما ينتظرها إثر وصولها لذا هي فقط مضت قدماً وهي تهمهم بسعادة

وصلت حيث الغرفة فتحت الباب وقد صبغت وجنتاها بلونٍ وردي جراء حماسها المفرط

دخلت اليها لكن سرعان ما اختفت ملامح السعادة لتتبدل بها ملامح الخوف

حيث كان كل ما رأته عيناها هو بقع دماء قد فُرشت كالبساط الاحمر لتستقبلها

اخذت تمشي بخطوات مرتجفه وهي تضم يداها لصدرها علّ ذلك يخفف من ارتجافها ولو قليلاً

توجهت لحيث يتواجد الكم الاكبر من الدماء لتفتح عيناها على اقصاهما

وتطلق صرخة مدوية يُسمع صداها بوضوح..  ما رأته كان اكواماً لجثث قد تراكمت فوق بعضها وقد كانت بحالٍ يرثى لها فكل جثة قد قتلت باقصى واصعب الطرق

تسارعت تلك اللآلئ لتقفز من عينيها وضعت يدها على فمها وخرجت مسرعة ً من تلك الغرفة التي قلبت لجحيم

وصلت الى حيث مكتب المدير لتخبره بما رأت عيناها ولكن ما اسر انتباهها هو الهدوء المفاجئ الذي غلف المكان ولم يعد يتواجد اي طالب في نطاق رؤيتها

اخذت شهيقاً اتبعته زفيراً ثم فتحت الباب لترى المعلمين والمدير جميعهم قد اجتمعو على طاولةٍ واحدة وكل منهم قد احاط وجهه ملامح القلق،  الخوف،  الحزن.. ومشاعر كثيرة غيرها

شردت للحظاتٍ لكن اعادها صوت المدير الاجش يقول بنبرة صارمة :
-لما لستي في القاعه؟ 

نظرت نحوه بنظرات ترجو تفسير الامر الذي اخذ يشغل فكرها وقالت بصوت مقطع :
-ا..اين هم.. البقيه؟

اشاح نظره للجهة الاخرى وقال بصوت يكتم حزنه :
-الاحياء منهم في القاعه ، المصابون في المستوصف واما الاموات..

لم يكمل كلامه بسبب رؤيته لخصلات شعرها التي تراقصت معلنةً عن رحيلها بسرعة كبيرة

جرت بها قدماها لحيث القاعه انحنت لتضع يداها على ركبتيها لعلّ ذلك يعيد انفاسها المسروقة جرّاء جريها المستمر

فتحت الباب بين طرقات قلبها الذي اخذ يزداد نبضه قلقاً من عدم رؤية من تنتظرهم

دخلت لتقف امام ذلك الكم الهائل من الطلاب وتلك الهالات المتكاثفة فوقهم وكلٌ منها اشد سواداً من سابقتها

اخذت تجول ببصرها يمنةً ويسرى الى ان وقع نظرها على اصدقائها الثلاثه

اخذت شهيقاً اتبعته زفيراً لتعبر عن ارتياحها وزوال احد اكبر الهموم التي اعتلت قلبها حينها

حلمي تحقق بشكل ما  *موقفه*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن