بدايتي المنتظرة !

2K 127 28
                                    

في احدی الاحياء الفقيرة وحيث تداعب الشمس سطوح المنازل القديمه وفي ذلك الحي الهادئ الذي تحول لصاخب بفضل هارو التي استيقظت متأخرة عن عملها ما جعلها تصرخ باعلی صوتها ..
- اووه لاا عمتيي لما لم تيقظيني ؟؟!!!

هرعت العمة سينا مسرعة ناحة الغرفة التي تجمدت بها فتاتاها المدللتان وابنت اخيها التي كانت هائجة تبحث عن ثيابها وتنتقل من زاوية لاخری باحثة هنا وهناك

قالت العمة بينما وضعت يدها علی رأسها وملامح فقدان الامل علی وجهها
-يا ألهي انت حقا لا فائدة ترجی منك !

لم تهتم هارو لكلام عمتها بل استمرت بالبحث عن اغراضها وبعد دقائق معدودة صرخت بحماس :
-ياتااا ! لقد انتهيت اخيرا

لم تنتظر حتی لسماع كلمات عمتها ولم تودعها حتی بل انتلقت باقصی سرعتها قاصدة مكان عملها

عملها عبارة عن فرقة موسيقية مكونة من فتات وفتية لا يستطيعون دخول المدرسة ومعهم رجل اشعت ذو ملامح حادة تزرع الرعب في قلب من يراها ففي النهاية هو رجل طماع شرير

وصلت هارو وكانت متأخرة ولسوء حظها ليست مرتها الاولی
ما ان وصلت ورأت وجهه الذي ينظر اليها بنظرات تكاد تلتهمها  قائلا بصوته الاجش الخشن :
-ماذا لدينا هنا يبدو ان احد فئراني قد تأخر وسبب تأخيرا لبداية عملنا !

انتفضت هارو بخوف وارتجاف شفتاها اللطيفتان اللتان نطقا تلك الكلمات بصعوبه :
-انها 5 دقائق فقط ، سامحني رجاءا

ابتسم ذلك الرجل بخبث وقال :
اسف لا يمكنني ذلك فلتعودي من حيث اتيتي يا حلوتي ، اذا عارضتي كالمرة السابقة فلن تجدي ما يسرك

غاصت هارو بذاكرتها الی ذلك اليوم وتذكرت تلك الصفعة التي دوی صوتها في ارجاء الحي بكامله فوضعت يدها مكان الصفعة و اخفضت رأسها قليلا ثم قالت بصوت مرتعش حزين :
- بذكرك ذلك ، انا حقا لم اعد ارغب بالعمل معك "اتبعت ذلك بابتسامة طفيفه تحمل الحزن بين طياتها "

صدم ذلك الرجل من كلامها وظهرت ملامح الغضب علی وجهه حيث كانت هارو تمتلك اجمل صوت في فرقته فصوتها كان لطيفا جدا ويجلب الزبائن بكثرة

لكنه تركها ترحل مع اكتفائه بقطب حاجبيه وتفريغ غضبه علی باقي الاعضاء

عادت هارو الی منزلها خائبة الامل راجية الا توبخها عمتها اثر فقدانها لعملها فتحت الباب بعد ان طأطأت راسها للاسفل بخجل واسف ثم دخلت بعينين لا تفارقهما الدمعه صعدت للغرفة راجية الا تقابل عمتها ولكن ومع حظها التعيس قد كانت عمتها واقفة علی باب الغرفة كما لو انها قد توقعت عودة هارو

نظرت هارو الی الجانب الاخر متجنبة النظر لعيني عمتها وقالت بصوت حزين فيه بعض من الخوف :
-انا اسفه لقد خسرتها

ابتسمت عمتها علی عكس ما توقعته هارو ثم اتبعت ابتسامتها  ببعض الكلمات التي جعلت قلب هارو يحلق :
-حلمك دخول المدرسة صحيح؟ قد استطيع تحقيقه لك ولكن هناك مشكله

فتحت هارو فمها قليلا مع البريق الذي سرعان ما عاد ليشتعل في عينيها الزرقاوتان الصافيتين كلون السماء ثم قالت بصوت بريء تملؤه السعادة :
-حقا ؟! اشكرك عمتي ، ما هي تلك المشكله ؟!

قالت بينما اصتنعت الحزن ووضعت كفها علی خدها وقالت :
-تلك المدرسة داخلية اذا دخلتها فلن تعيشي معنا ، ولكن هناك ستتوافر كل ما تحتاجين -اعلم انها لن تتركنا وهكذا ستتسنی لي ادخال ابنتي بدل عنها ولكن يجب ان استمع الی رفضها لان الدعوة كانت باسمها-

ابتسمت هارو بعفوية وقالت :
-عمتي انا احبك كثيرا وانت تعبتي كثيرا وحملتي نفسك عبئ الاهتمام بي لذا ساوافق علی الذهاب وسأزوركم بالعطل

غضبت العمة من رد هارو فهي كانت تأمل عكس ذلك ولكن المرأة التي سلمتها الدعوة كانت لا تزال في الغرفة لذا فانها قد سمعت موافقة هارو
"قبل عودة هارو بدقائق جاءت امرأة الی منزل العمة وبيدها ورقة انتساب لاحدی المدارس الداخلية الثرية وكان شرطها ان تكون هارو من تنتسب لانها ليست ابنة العمة الحقيقية "

خرجت السيدة من الغرفة مبتسمة بدفئ وقالت موجهة كلامها للعمة
-لقد سمعت موافقتها لذا سآخذها الان

امسكت بيد هارو وقامت بسحبها دون ان تترك لها مجالا لقول شيء خرجتا من المنزل ودخلتا لحافلة كبيرة ذات شكل غريب
صعدتا اليها كانت خالية تماما فقالت هارو بينما جبينها يتصبب عرقا من كثرة القلق
-لما الحافلة خالية ؟

اجابتها المرأة وهي لا تزال مبتسمة :
-هذه الحافلة خصصت لاجلنا فقط

اردفت هارو قائلة :
-ماذا عن امتعتي ؟

اجابتها السيدة بعدما عدلت جلستها واعادت جزئا من شعرها الناعم الطويل للخلف :
-سيكون كل شيء جاهزا بانتظارك عندما نصل

اكتفت هارو بعدها بالصمت وكانت عيناها تصفقان من التعب وما ان لبثت قليلا حتی غطت بالنوم وبقيت نائمة طيلة الطريق
رغم انها لم تكن نعسة لكن في الغالب كان هناك سبب لذلك

وصلت الحافلة وجهتها وسرعان ما استيقظت هارو  ، نزلت من الحافلة ونظرت الی السيدة لكنها لم تجدها في الحافله وهي لم تنزل قبلها تری" مالذي حصل حينها ؟ "هذا السؤال الذي تبادر الی عقل هارو

لم تعر ذلك الكثير من الاهمية بل التفتت الی ناحية مبنی المدرسة ففتحت فمها بشكل كبير وتوسعت عيناها المتلألأتان وشهقت شهقتا كبيرة ثم قالت : راائع كل هذه مدرسة ؟!

وجدت لافتة كتب عليها "ادخل يدك هنا " كانت تحتوي علی فتحة صغيرة تتسع لحجم يد واحده

ادخلت هارو يدها الی الفتحه وانتظرت لثواني قليلة حتی صرت بصوت مرتفع نسبيا :
-إيتتاااي ، مؤلم !!

ولكن ما اذهلها هو نظق تلك اللافتة حيث كانت واقفة بوجه تعلوه علامات الاستغراب وفمها مفتوح قليله وهي تستمع لحديث تلك اللافته :
-الطالبة الجديدة "فوجيورا هارو" العمر "16" فئة الدم "O+" الطول "148" الوزن "40" تم التعرف هلی الحمض النووي ادخل يدك في الفتحة الخلفية لاخذ جهازك المساعد ، وشكرا

اتجهت هارو بوجهها الذي يحوي بعضا من معالم الغباء وعدم الفهم الی الفتحة الخلفية لتجد جهازا يشبه الهاتف المحمول به خرزة شفافه تحوي سائلا احمر اللون لم تعرف كيف تستخدمه بداية ولكنها وجدت زرا كتب عليه "تشغيل"

حلمي تحقق بشكل ما  *موقفه*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن