الرحلة الأخيرة

-111-

ملاحظة: القصة مبنية على أحداث واقعية ، تقارير و أقوال شهود عيان
باستثناء الشخصيات

_____________________________

أشخاص مستعجلين و قلقين و أصوات الكلام تتداخلت معا
نيران تحيط بال....ماذا بي..هذه ليست حرب
فقط كل هذا يجعلني أشعر بالتوتر و من ثم يبدأ خيالي بمداعبة عقلي و إضافة لمساته

أخبرته ألف مرة انني أكره السفر بالطائرات و لكنه يستمر بقول أنه سافر مئات المرات عبرها و أن هذا آمن و أسرع من اي وسيلة تنقل أخرى و انني ...جبانة

" هيا هاربر " قال هاري و انا تقدمت للسير بجانبه
امسك يدي و انا سألته " أين الحقائب..؟"
وضعتها لتذهب مع بقية الحقائب..تعلمين ممنوع أخذها للداخل معنا"

واو حصل كل هذا و انا غائبة عن العالم اسرح بخيالي

" النداء الأخير لرحلة رقم 254 الي البوابة رقم ثمانية أكرر النداء الأخير لرحلة 254 إلى البوابة رقم ثمانية"

هذه رحلتنا...يا إلهي ...

" لا أريد الذهاب " قلت لهاري فتذمر و شد قبضته حول يدي ثم سار للأمام متجاهلا كلامي تماما
يصبح قاسيا معي عندما يتعلق الأمر بهذا..حتى ملامح وجهه تصبح مخيفة تجعلني أصمت

كل هذا يحصل بسبب زفاف عمة هاري ..تبا
لما عليه أن يحضر هي تعلم انه بعيد جدا

بعد عدة لحظات تكلم" قلت لك سنكون بخير ..و قبل الصعود إلى طائرة يوجد مهندسين يقومون بفحصها و يوجد أيضا مهندسين بالرحلة"
" أشعر أن أمراً سيئاً" انا أخبرته بصراحة
" أنت في كل رحلة تقولين هذا " هو قلب عينيه و قد نفذ صبره مني
" و لكن اليوم أشعر بهذا أكثر من اي يوم"
هو تذمر " و أيضا هذا "

نظرت لمدرج الطائرات الواسع ثم لطائرتنا كتب عليها بلون أحمر كبير اسم بوينغ

تجمعت الدموع في عيني...انا على وشك البكاء..

" لا أريد الصعود" قلت و هو تافاف
يجعلني أشعر انني غبية
و اجبرني على الصعود كالمعتاد
______________________________