رواية : على هامش الحياة
الكاتبة : نيمو
'' ومهما حاوت ان تنسى او تتناسى حبك القديم .. سيبدأ قلبك ينبض عند رؤيه من تحب من جديد .. حبنا وقلبنا هو الذي يتحكم بنا .. فسلامآ على قلوب اتعبها الحب وسلامآ على قلوب مازالت تتألم وسلامآ على قلوب وجدت البديل لتنسى ''
سهر كانت تجلس امام نافذتها وتنضر الى العالم الخارجي وكأنها ليست منهم .. كأنها قطعة منفصله عنهم .. كيف يمكن للحياة ان تتغير بسرعه .. كيف استطاعت ان تترك الليل والظلام لتعيش تحت ضوء الشمس .. كم جميله هي الحياه العاديه .. كم جميلين الناس وهم يسيرون مع اطفالهم .. روئتهم جعلتها تتسأل ! هل سأصبح امآ يومآ ما .. هل سيكون لي اطفال يومآ ما .. ابتسمت لانها تذكرت ان حياتها اختلفت وستصبح ام وستكون اسرة وستكون بغايه السعادة وهي تنتضر عوتدهم وتطهوا لهم الطعام وتحكي لهم قصة قبل النوم وفي الصباح تعد لهم الفطور وتودعهم ليذهبوا الى المدرسة .. كانت احلامها كبيرة جدآ ولكنها لم تعلم انها ليس احلام وان تلك الاشياء هي حقوقها ويجب ان تعيشها .. واقعها المؤلم وحياتها البائسه جلعتها تختلف عن الناس .. تذكر انها لم تكون سعيدة من قبل الا معه وبعد تلك السنين اكتشفت ان تلك السعادة كانت مؤقته وكاذبه ..ذالك الحب الذي قدمته له لا يستحقه .. ماضيها كان يؤلمها جدآ .. تتمنى لو انها تستطيع ان تنساه .. لماذا هو كالكابوس يتبعها في كل مكان وفي كل دقيقة .. تذكر عندما كانت صغيرة ..كانت جميلة جدآ وكانت تعيش مع والديها بسعادة ..لكن مشكلتها مع السعادة انها لا تدوم لها ..حدث زلزال في المنطقة فوق بيتهم فتوفى والديها تحت الانقاض .. هيا نجت لانها كانت تلعب في الحديقة مع الاطفال الذي في عمرها .. كيف لها ان تستقبل الحياة وهي طفلة لم توعي على شيء بعدها ... لا اقرباء لها او انها لا تعرف احد من اقربائها لان والديها هاجرا من بلدهم ولم يتكلمو مسبقآ عن اهلهم واقربائهم .. تلطف بها الله وكانت هناك امراة كبيرة في السن اخذتها لتعتني بها تدعى ماريانا او لتعينها فهي لا تقوى على الحركة .. الفتاة ذات ال 9 اعوام تعتني بأمرة كبيرة .. كبرت الفتاة واصبح عمرها 11 سنه واضطرت الى ان تترك المدرسة وتعمل لتعين ماريانا لانها اصبحت عاجزة ولا تقوى حتى على الحركة ..كانت ماريانا تعتبر ام سهر .. ولولا الضروف القاسيه الذي مرت بها مريانا لكانت سهر اسعد طفلة على وجه الارض ..لانها كانت تحبها جدآ ولكن لا شيء بيدها .. على الرغم من فقر الحالة ولكنها كانت لا تحرمها من شيء .. كانت سهر تبيع الماء والمناديل وتمسح زجاج السيارات في الشارع .. لتحصل على القليل من المال لتحضر الطعام لها ولماريانا .. كانت وجبتهم الاساسه هي الاندومي .. انها ارخص واسهل طعام وحتى انها لا تأخذ الكثير من الغاز في اعدادها ..
ولان السعادة لا تدوم مع سهر فيوم من الايام عادت الى المنزل وجدت ماريانا قد توفت .. بكت كثيرا ..لا يمكن للحياة ان تاخذ منها كل شي .. لماذا ليست الحياة عادلة معها ودائما تفكر ماذا ستخسر ايضا .. استطاعت بصعوبه ان تتجاوز موت ماريانا ولكنها كانت تشعر بالوحدة .. هذا الشعور جعلته صديقها .. هي والوحدة اصدقاء .. اصبح عمرها 13 عشر .. تركت العمل في الشارع وبدءت بخدمة البيوت .. كانت تعمل خادمة وتتحمل الاهانة والتعب لكي تستطيع ان تعيش .. كانت هناك عوائل تتعاطف معها .. لكن اكتشفت بعد ذالك ان هذا التعاطف ما هو الا قناع يستخدمونه ليستطيعوا سحبها اتجاههم والوقع في فخهم .. في ليلة سيئه والتي كانت تعتبرها سهر من اسوء لياليها والتي كانت كابوس مزعج .. .. كانت تنام في غرفتها في احد المنازل الذي تخدم بها .. كان الضلام يعم في ارجاء الغرفة .. وضوء القمر يتسلل خفيه من شباك غرفتها ولكن العتمة تحتل الجزء الاكبر .. كان تسأل نفسها اذا العلماء استطاعوا ان يصنعوا الاضاءة لتنور ضلام ليلنا فلماذا لا يصنعون لنا الضلام لنضلم نهارنا ! ابتسمت على افكارها المجنونة وخلدت الى النوم .. بعدها شعرت بشخص ما فوقها ويضع يده على فمها .. كانت تشعر بالخوف وحاولت ان تصرخ ولكن لا فائدة ولم يكن يسمع لها احد .. حاولت بيدها ان تبعد هذا الشخص عنها ولكن استطاع منها واخذ اغلى شي منها وقطف زهرتها لتصبح زهرة ذابلة لا فائدة منها .. بعدها اغمى عليها .. وفي الصباح استيقظت على صوت رجال الشرطة الذي هم في منزلها .. ويسحبونها ويضعون الاسلاسل بيدها .. اخذوها الى مركز الشرطة .. كانت لا تفهم مالذي حدث معها .. هي كانت الضحيه وهي من تحتاج ان يأخذ لها حقها .. ادخلوها الى السجن .. لم تستوحش المكان فهو قريب جدآ من الحياة الذي كانت تعيشها .. كانت تعيش على هامش الحياة .. كان جسمها يؤذيها وكانت تتألم ..دخلت الشرطيه وسحبتها بقوة واخذتها الى غرفة التحقيق .. عندما دخلت الغرفة كان هناك ضابط بدء في استجوابها .. وبعدها تم رفع القضيه الى المحكمة للحكم بها .. وتم الحكم عليها ب 5 سنوات لانها متهمة بقتل صاحب المنزل وعلى الرغم من محاولاتها واخبارهم بانها هي الذي كانت مجني عليها ..لم يصدقها احد وتم رميها في السجن .. عادت من شرودها ومن قصتها المأساويه على صوت رنين الجرس وعندما فتحت الباب وجدت ساعي البريد يخبرها بأنها يجب ان تذهب الى قسم الشرطة ..اخذت الضرف منه وتنهددت ..لا يمكن ان تعود هناك .. لا تريد ان تذهب لكي لا تتذكر ما حدث لها .. متى ستنتهي كوابيسها لانها اصبحت كثيرة جدا ..
في اليوم التالي غيرت ملابسها وكانت تسير وتتنمى ان يحدث شي وان لا تصل الى مركز الشرطة ولكن لا فائدة من امنياتها .. لم يحدث شئ لها ووصلت .. كانت تشعر بالانزعاج .. طرقت باب الغرفة وتدخلت .. اشار لها الضابط لتجلس .. كانت تنضر له .. يدخن بشراهة .. حاجبيه المقتضبين .. حركت اصابعه على المكتب وهو يحركهم بسرعة لتحتك اضافرة بسطح المكتب ليحدث صوت خفيف .. شعرت بالخوف لان ملامحه لا تبشر بخير .. عم الصمت ولم يتكلم معها .. حاولت ان تتكلم ولكن صوتها لم يسعفها .. بدءت تتمتم طااا..لبيني .. ل ي ش.. الضابط نضر لها بتركيز ورفع احد حاجبيه وابتسم بسخريه وبجانب واحد من وجنته لتضهر غمازته وتكلم واخير : تكدرين تكولين اشتاقينالج
سهر شعرت بالخوف وبدءت نبضات قلبها تدق بسرعة .. احنت رئسها ونضرت الى الارض ..وهو اكمل كلامه : وطبعا نريد نشوفج ونعتذر منك اذا سببنا ازعاج لحضرتج
سهر: عادي ..ماكو .. اي ..ازعاج
ضرب مكتبه بقوة بيده وقال : لا والله .. شعرت سهر بالخوف وقامت لتقف .. اكمل كلامه : لتنسين نفسج فاهمة
سهر : فااا همة .. سمع صوت طرق الباب وااذن للطارق بالدخول .. دخلت فتاة جميلة جدآ .. طويلة وجسمها وملابسها تشبه عارضات الازياء .. شعرها الذهبي وملامح وجها الذي تشبه ملامح وجه باربي .. كل شي بها متناسق ..كأنها دميه .. جلست على الكرسي ووضعت ساق فوق الاخرى وبأبتسامة جميلة مرسومة على شفتيها : جرير حبيبي شلونك
جرير : الحمدالله حبيبتي وكلش فرحت بهاي الزيارة المفاجئة
دالي : مشغول انت لذالك اني ماعندي شي وجيتك حبيبي .. منو هاي واشارت الى سهر .. نضرت لها وتفحصتها جيدآ
جرير : متهمة عدها مقابلة اليوم
دالي : حبيبي أجل كل شي وخلينا نطلع
جرير : سهر روحي انتي ووعود تعالي الاسبوع الجاي
سهر تنفست براحة وخرجت مسرعة وعادت الى منزلها .. في ذالك اليوم لم تنام .. كانت تفكر ان تبني حياة جميلة لها .. كانت تفكر ان تبحث عن سعادتها الضائعة .. غلبها النعاس واستسلم للنوم .. استيقظت في اليوم التالي وقررت ان تبحث عن عمل لها .. قرئت اعلانات العمل وذهبت للمقابلة ولكنها لم تقبل بأي عمل وعادت خائبة الى منزلها .. خلدت للنوم واستيقظت على صوت جرس الباب وكانت جارتهم لطيفة التي اعتذرت عن ازعاجها ولم تكن تعرف انها نائمة وقدمت لها طبق حلوى واستأذنت وذهبت لمنزلها .. بعدها جلست سهر لتشاهد التلفاز ولكنها كانت تشعر بالملل ونام على الكنبه واستيقظت بعدها على صوت الباب .. نضرت الى الساعة المعلقة في الجدران .. انها تعدت منتضف الليل .. بدءت تتسأئل من على الباب ..كانت تشعر بالخوف .. بعد ان ازداد الضرب واصبح اكثر قوة فتحت الباب ليتكى عليها بجسمه القوي وهو فاقد لوعيه وهي مصدومة بوجوده في منزلها وكيف اخذ عنوانها .. ادخلته للمنزل واحضرت له كوب من القهوة ليعد لوعيه وبعدها جلست بعيدآ تنتضره ان يستفيق ولكنه لم يصحى وانما نام لذالك غطته وجلست على الكرسي تنتضره ان يستيقظ .. وبين انتضارها له هي ايضا نامت 😴