6-ثمانية

3K 284 621
                                    

من المستحيل أن تتناسى الماضي، فلابد لنسيمٍ أن يُعيدَّ لك بعض الذكريات

عطر؟.. رسالة؟.. ثياب؟.. أو طيفٌ ما












لا أدري كيف إنتهى بي الأمر وسط دوامة من المهاجع وطفلة غريبة تلاحقني..

لقد أتينا خمسة عشر متطوعاً و من بينهم أنا من كان نصيبي الضياع.





أسدلتُ رأسي ببطئ و برجفة و قلبي كان قد إنقبض بشدة، بينما ضرباته قد زادت حين وقع نظري وسط حدقتيها المظلمتين

البارحة كنتُ قد تجولتُ بجميع المهاجع بحثاً عن مهجعها و لم أصل إليه إلا بعد أن هلُك قلبي و جسدي

و اليوم و لأنني كنت أحاول تجنب هذا المهجع أصبح أمامي دون أن أبذل أي جهدٍ يذكر

بونغ تشا هذه شدت على أصابع كفي بقوة و كأنها ترغب بإنتزاعهم كما ينتزع الأطفال أطراف الدمى

و رغم البرود الذي سيطر على ملامحها إلا أنَّ الغضب كان واضحاً عليها..

حاولت سحب يدي بشدة و لكن دون جدوى فقبضتها تشبثت بأصابعي كالغراء

ألم تقل أنها كانت تائهة؟.. و اللعنة أنا أوصلتها و لم تعد ضائعة فلِمَّ التشبث بي حتى الآن!

-"بيكــهيــون كــان جيـداً معي.. لِمَّ تركني إذاَ؟"

إلهي كيف تريدين مني البقاء و صوتكِ لوحده كفيلٌ بقبضِ روحي

-"بـونــغ تشــا بحــثت عن بيكــهيــون في كُلِ مكــان، لــكنها لم تجــده!"

لأن حظه البارحه قد تكرم و أشفق عليه

و سريعاً ماشعرت بالطفلة تسحب يدي بقوة ثم أفلتتها

أدرتُ نظري نحوها لأرى والدتها قد حملتها و هي تمسك بكفيَّ الطفلة بقوة ثم عادت بها نحو المهجع

إلهي كم أشعر بالأمان بجانب هذه المرأة ذات الريشة السوداء

ففي كل مرة تظهر تنقذني من إبنتها المتوحشة..

وقفت بجانب السُلم أنتظرها حتى تدلني على مهجع الساكن، و بعد عدة لحظات عادت و هي تربط مفاتيح المهجع بمأزرها الأبيض

-"يبدو أنك لم تعثر على المهجع البارحة"

تكلمت و هي تبتسم ناحيتي بلطف، رغم الندوب التي لوثت صفاء بشرتها إلا أنني إستشعرتُ النقاء من إبتسامتها

8 Templeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن