The Wrong Eyes

إِنْكَآرْ

بات الفتى تلك الليلة في الكوخ مع العجوز وفي منتصف الليل بينما الفتى نائم بعمق على سرير العجوز كانت هي غارقةً بين الكتب والمعاجم والعديد من الاوراق تترجم وتتأكد من كل حرف يمر من أمامها ..

ولا شك في أي مما ذكر هنا الفرق واضحٌ وضوح أشعه الشمس بين وضع ابنها ووضع هذا الفتى رفعت رأسها لتنظر للفتى النائم بوضعيه غريبه ولطيفه نوعا ما ..

لتبتسم رغما عنها عند ملاحظتها للعابه المتدفق من فمه سيكون لهذا الفتى شأنٌ عظيم بالمستقبل إن لم يقتله زعماء القبيلة قبل ذلك ..

تنهدت بينما تفكر بوضع هذا الفتى ومالذي ستفعله به فلم تعد بها قوه لكي تربي من جديد شعرت بشيء ناقص فلتفتت لتبحث في الغرفه عن ألكسندر ولكنها لم تجده ..

لتتذكر بانه من بعد موت عاصم لم يبت خارج الكوخ من قبل لا شك بان هذا بسبب وجود الفتى هنا نهضت لتخرج خارج الكوخ لتجده مستلقي بجانب شجره بجانب الكوخ ..

" الكسندر أقترب " فتح عينيه بكسل ونظر لها بعينيه الحمراء الثاقبه ولكنها لم تجدي نفعاً معها واستمرت في التحديق  به هي الاخرى لتقول بهدوء على عكس خوفها من ردة فعله " انه هو انت تشعر بذلك صحيح؟" ..

رفع ذيله الاسود الرفيع في تجاوب معها لما قالته لتكمل " لهاذا انت لا تريد الدخول لا تريده ان يأخذ مكان عاصم صحيح ؟ بالرغم انك تعرف بأنه سيفعل " ..

زمجر الذئب في عدم قبول لما قالته لينهض  كاشفاً عن مدى طول وضخامة جسده واقترب منها بينما يصدر صوتاً أشبه بزئير احد الاسود بينما يزداد احمرار حدقتي عينيه بينما يحدق بعيني العجوز امامه ..

اما في الجهه المقابله لم تتحرك العجوز من مكانها فقد كانت تعلم  ان كل هذا الهيجان ما هو إلا إنكارٌ للحقيقة  وهذا ما  كانت عينيها تقوله ايضا ليستدير الذئب في عصيان ليركض داخل اعماق الغابه تركاً الكوخ خلفه بعد ملازمته لعشرين عاما ً متواصله ..

غادر الذئب ألكسندر بالفعل هذا ما ادركته العجوز لتتنهد في غضب مُتمْتِمَه " ستعود انا اعلم بانك ستعود شأت ام لم تشأ فهذا قدرك " .. 

ألكسندر هو الذئب المقصود في النبوءة الذي سيحمي المختار ويبقى بجانبه فعلى عكس جميع الذئاب التي لا تتجاوز الثلاثة عشر عام فقد أتم ألكسندر العشرين هذا العام فهذا يفسر مدى ضخامته فجسده لم يتوقف عن النمو فمنذ اتى عاصم به بين يديه علمت العجوز بأنه ليس ذئب عادي ومع الأيام كان يثبت ذلك فقد كان يفهم ما يقال جيدا ..

وعندما اتم عامه الثالث عشر بصحه تامه ثبت الشك باليقين انه حارس المختار وان ابنها ليس المختار كما شكت فعلاقته مع ألكسندر كانت اشبه بالصداقه  وابعد مما ان تكون  علاقةً بين السيد وخادمه ..