خاتم الشيطان

اريد ان اقاتل من اجل...

تخدرت اطرافي تماما
اغمضت عيناي مسلما نفسي للقاع اللذي يسحبني اليه شيئا فشيئا
و من ظلمة جفوني هناك صورة تتكون
لا ادري حتى ما هي و لما الان...تكونت في رأسي صورة امراة ملأت عيناها الدموع و هي تنظر لي نظرة وداع
ففتحت عيناي لحظتها كأنما شحنة ما سرت في جسدي
حاولت السباحة مجددا لكن بلا فائدة ...مرة...واخرى..لكن المياه تأبى ان تتوقف عن حضني
ستكون نهايتي اكيدة الان
اعدت لاغمض عيناي بتعب من محاولاتي الفاشلة في السباحة لاعلى
لتظهر لي دموع ساكيو و بالاحرى انها ذكرى مؤلمة له و هو يبكي
حاولت حضنه لكن بلا فائدة فهي في النهاية مجرد ذكرى
قلت بصوت غير موجود حتى(لا لا تبكي...سأقضي على ما يؤلمك...بل سأقضي على كل ما هو مؤلم للبشر اجل...انهم شعبي...فانا ايضا)
لا هذا غير صحيح لا يمكنني ان انادي نفسي بالبشري فانا شيطان في نفس الوقت
قلت في نفسي و اهات الالم تحتضرني (لقد فهمت انا اقاتل ل... )

لافتح بعدها عيناي بتفاجئ فقد عدت استطيع التنفس لكن كيف فانا لا ازال اغرق
ما ان وعيت على الامر لاجد ان هناك سمكة تحطيت براسي
سمكة شفافة استطيع الرؤية من خلالها
فسمعت لحظتها ضحكات ذلك العجوز قائلا (سمكة البوران كم انت محظوظ لقد اتت لانقاذك)
اردت النطق لكنه اكمل (انها سمكة لطيفة تخزن الهواء داخلها ...يستعملها الغطاسين في عالمنا كثيرا لتكون خوذة تقيهم من الغرق و تقلل كثافتهم في الماء)
استوعبت كل حرف على غير العادة قائلا(هذا يعني)
لابدء بتحريك يدي لاعلى و اعلى
خروجا من تلك البحيرة اخيرا
ما ان خرجت من البحيرة انفجرت تلك السمكة من حول راسي
لافزع بخوف لم اظهره كله كردة فعل على الانفجار
فقالت اريزر لحظتها(وهذا جزء من دورة حياتها بمجرد ان تنتفخ سوف تنفجر لتنجب عدة بيوض يسقطون في المياه ) اجبته بانزعاج (لم املك الوقت لتفكير لكني اقسم اني استطيع السباحة لما لم ....) قاطعني صوت ضحكه قائلا (المياه في عالمنا يختلف قليلا عن عالمكم فهو اشبه بأنك تسبح في عصير كثيف لنقل كتشبيه و تلك السمكة تساعدك على تقليل كثافتك لتصعد الى اعلى بسهولة)
(عالم غريب) هذا ما ردت به عليه بعدما نهضت من مكاني متوجها الى منزل لاجوس مجددا
فاجابني اريزر (حسنا ليس غريبا لكن انت لم تعتد عليه...دعنا من هذا المهم لقد عثرت على الجواب اليس كذلك؟)
لم ارد على سؤاله ذاك علما مني انه يعلم الاجابة
****امام بيت لاجوس****
كان ساكيو جالسا على الباب يتأمل الأفق بشوق
لتتحول ملامحه من السرحان الى الفرحة
نهض من مكانه و ركض الى ذلك الجسد اللذي يتجه الى البيت و بذلك الجسد اعني نفسي
استقبلني بلهفة و حضنني
ابتسمت له بدفئ و قلت (هههه ما الامر و كأنك لم ترني منذ سنين)
ليكتفي بحضن عميق دافنا رأسه في صدري ردا على ما قلته
ما ان سمعت تيماري الضجيج خارجا حتى خرجت من المنزل علما منها بوصولي
اكتفت بالوقوف امام الباب لينتهي ساكيو من حضني
بعد ثواني ابتعد عني تدريجيا بينما توجهت انظاره الى وجهي قائلا بحيرة (هل عثرت على...) قبل ان اسمح له بانهاء كلامه اجبته (نعم لقد وصلت لجوهر مهمتمي الحقيقة)
لم البث انهاء كلامي حتى انتبهت على لاجوس اللذي فتح باب بيته دون ان يزيل هالة الوقار خاصته من حوله
ابعدت ساكيو تماما عني ثم توجهت للاجوس ببطئ بعدما انحنيت له بهدوء
تنهد قليلا بعدما راني ثم قال بصوت ساكن (يبدو ان تدريبك سيبدأ لكن اسرد علينا ما اكتشفته)
عندما انرني ان اسرد على مسامعهم سبب وضع حياتي على المحك لانقذ العوالم كلها
تحركت يدي بتلقائية لتلامس موضع قلبي
زفرت للحظة مجيبا على كلامه بصوت اجوف (قبل قليل كدت اغرق في البحيرة اللتي تتربع على عرش الغابة عندها ظظنت حقا اني هالك لا محالة و كما يقال شريط حياة المرء امام عينيه)
وجهت انظاري نحو الجميع لارى ملامحهم اللتي بدت عليها السكون للانصات بعمق لما اقول
اكملت حديثي (اتعلمون ما تذكرت؟ الألم ...ولا اقصد المي بل ألم ساكيو اللذي رأيته يبكي كل يوم امامي بسبب ذاك العناء اللذي كنا نعيشه معا ....لحظتها فقط علمت انني اريد ان اعيد التوازن لهذا العالم ملغيا ما يدعى الاستعباد باشكاله .. لا اريد ان يلاقي اي بشري ما لاقاه اخي...حبي له سأوزعه على جميع البشر ولو قدمت لهم حياتي مقابل هذا الشيء...ليس هذا فقط ...كون الفتى المنقذ نصف بشري و نصف شيطان ليست مصادفة انا لن اقتل الشياطين بل سأجعلهم يندمون على كل شيء و يبنون مملكتهم بعيدا عن البشر)
تقدم لاجوس بمقدار خطوتين الى ان وصل الى امامي تماما
ثم وضع يده على كتفي ليبشرني ان تدريبي سيبدأ من الغد
ما ان سمعت تيماري ما قلته حتى تحولت ملامحها للغضب اذ انها تريد تدمير الشياطين لا انقاذهم
لكن لم ترد ان تبين لنا ما تشعر به
فمثلت انها تركض لي بفرحة بخبر بدأ تدريبي

ينما ابتسامة بلاستيكية ابت ان تفارق وجنتاها
ليقاطع تلك اللحظة صوت السيد لاجوس قائلا بصوته الخشن مع ميوله الواضح الى الصرامة (اذهب لنوم الان غدا يوم شاق)
اكتفيت بأن اهز رأسي ردا على كلامه
و كأن سكون الليل اعطى طعما خاصا على رونق المنظر المطل على غابة لاجوس تاركا شيئا غريبا في عقل ساكيو
ذاك الفتى اللذي يضع يده على ذقنه تاركا خياله يسرح بحرية
ولكن ذاك السرحان لم يدم طويلا حتى عكره صوت لاجوس الصارم (تفكر بما قاله صاحب الخاتم اليس كذلك)
خرج ساكيو من عالمه ذاك وقال بحزن (يبدو انك تعرف الكثير)
ابتسم لاجوس بطرف فمه قائلا (بل اعرف اكثر...تعتقد انك مجرد عائق ها؟!)
اتجهت انظار ساكيو للارض بقمت لتكون تلك التعابير ردا على كلامه
زفر لاجوس قليلا ثم تقدم بخطوة تتبع الاخرى (ماذا تريد الان؟!)
رفع ساكيو رأسه ليلقي بنظره على وجه لاجوس قائلا بثقة بعدما انحنى بحرقة (ارجوك قم بتدريبي ايضا)
وضع لاجوس يده على وجهه مغطيا عيناه بها بادئا الضحك بخفة (انتم البشر ممتعون...لا بأس سأفعل ما ترغب به...النور في عينيك لم اره قبلا ..انها شعلة الحماس )
*في الصباح*
تريدون ان تعلموا كيف استيقظت؟
بثلاث كلمات *سيمفونية ادوات المطبخ*
استيقظنا جميعا منزعجين من صوت الطرطقة الفظيع اللذي قام به لاجوس بغية ايقاظنا
(حسنا فهمنا فهمنا) قالها ساكيو بانزعاج بعدما قام بالنهوض عن مكانه
قام بمد يديه لاعلى مريدا بذلك ان ينشطهما بعد نوم عميق
التفت لي حيث كنت فاتحا عيناي و محدقا في السقف لا اكثر (اخي هيا انهض) طلب مني هذا بعدما ترجل من موضع واصلا الى الباب
نهضت من مكاني و مشيت بخطوات سريعة لأصل له توجهنا انا و هو الى المطبخ حيث نادانا لاجوس الى هناك
(تيماري منذ متى انتي مستيقظة) قلتها لها حيث انها يبدو عليها النشاط عكس وجوهنا الناعسة
ابتسمت بسخرية لترد على سؤالي(قبلكم بكثير يا كسالة....اعتدت على الوقت اللذي كان يوقظني به السيد لاجوس لتدريب فاصبحت استيقظ باكرا)
(اه) اكتفيت بهذه الكلمة ردا على كلامها
ثم جلست على احد كراسي طاولة الفطور
فتبعني الجميع بذلك
ما أن باشرنا تناول الطعام حتى باشر لاجوس بشرح لمحة عن طريقة تدريبي (حسنا في البداية يا كيمارو اريدك ان تخبرني عن اكثر ما يميز الشياطين عن بقية المخلوقات) وضعت يدي على ذقني بغية التفكير قليلا اذ انه هناك الكثير من الاختلافات لكن لا بد انه يريد الوصول لشيء معين (القرون) قالها ساكيو بلهفة
ابتسم له لاجوس و قال مجيبا (هذا صحيح يا فتى) سكت قليلا ثم اردف(الشيء الوحيد اللذي لشياطين و ليست لباقي المخلوقات غير الحيوانات هي القرون)
بحركة لا ارادية مني وضعت يدي محركة اياها بين خصله
انتبه لاجوس على تلك الحركة ليردف (أنت ليس لديك قرون....بعد)
(بعد) ردت تيماري عليه بتسغراب
(نعم بعد ... بفضل دراساتي استطعت انتاج محلول يقدر على انماء القرون....بالطبع ليس لك تحديدا بل لأحد مرضاي قبل الحرب فقد كانت قرونه صغيرة بالتناسب لعمره و هي وصمة عار بالنسبة لشيطاين و لوجود دماء الشياطين تسري في عروقك فسيعمل هذا المحلول معك...لكن يجب ان اذكر أنه لديه سيئة واحدة) لهجته في اخر جملة اقلقتني حتى تصبب العرق من رأسي فأجبته بعد ان ابتلعت لعابي (وما هو؟!) (طعمه مقرف) قالها بسخرية ليجعلني انظر له بحماقة (ها؟ اتمزح)
وضه يده على رأسي قائلا (بالطبع لا ولا اعرف حتى ان كنت ستتحمل طعمه فعليك ان تشرب كأس كاملة كل يوم حتى نهاية التدريب)
بعد ان انهى كلامه وقف من مكانه بوقار (حسنا يا تيماري قومي انتي و ساكيو بتنظيف الطاولة بينما نباشر انا و كيمارو بالتدريب)
اراد ساكيو الاعتراض لانه ظن لاجوس نسي امر تدريبه الخاص لكن ما اسكته هي غمزة من لاجوس بمعنى انا لم انسى امرك
......يتبع.....