الوصول إلى سجن التكاثر

53 0 0
                                    

بعد ان انهينا طعامنا وقفت تيماري و اخرجت سلسلة واضعة اياها حول رقبتي و قالت بلهجة مترددة (عن اذنك) ابعدت عيناي عنها و قلت (افعلي ما تريدين)
تقدمت قليلا و اغلقتها حول رقبتي
ثم امسكت الجزء الخارجي و قالت بينما تحركت بخطوات معدودة(هيا بنا)  تبعتها وانا اسير خلفها و ملايين الافكار احاطت بي من كل النواحي ثم عاد صوت ذلك العجوز يتردد في رأسي مجددا قائلا (لا تتعب نفسك في التفكير في النهاية كل شيء بيد القدر)  اجبته بنفسك مخنوق (ربما) لتقاطع افكاري ضربات تتردد علي فجأة لتمر ثواتي حتى اعي ما يحدث ....تيماري قامت بضربي لكن لم تكن بالضربات الموجعة حتى علمت لما تفعل هذا...انتبهت على حارسين من الشياطين كانا قد مرا بجانبنا
قالت تيماري و هي ما زالت تردد ضربها لي (ايها البشري اللعين كيف تجرأ على الاقتراب مني )
ابتسم الحارسان ابتسامة خبيثة بمعنى اعجبهما ما شاهداه
ثم اكملا سيرهما
ما ان ابتعداه تنهدت تيماري و ساعدتني على النهوض عن الارض قائلة بقلق (أانت بخير؟) اجبتها بتسائل (الم تقولي انهم سيستطعون شم رائحة الخاتم لكنهما لم يلحظاه حتى) اجابتني وهي واضعة يدها على ذقنها (حسنا هذا ما ظننته لكن يبدو ان الرائحة ستخرج عندما ينشط تماما و اعتقد انه سينشط بعد فترة وجيزة) هززت رأسي وقلت بهدوء(حسنا فهمت) 
تابعنا سيرنا و استغرقنا حوال ساعتين حتى وصلنا الى الغابة التي بني السجن داخلها حافظنا على مسافة بضع عشرات الامتار من السجن
حملتني تيماري و قفزت بي الى احد الاشجار العملاقة

وقفنا على احد غصونها
وجهت انظاري نحو السجن و صبغت عيناي ذكريات مأسواية تتردد بها قلت في لحظة شرودي (ساكيو انا هنا)
أدرت وجهي الى تيماري وقلت (الديكي اي خطة؟)
اجابتني (لا عليك انت ان تضعها فمن الأكيد أنك تعرف كل شيء في هذا السجن) هززت رأسي بمعنى الايجاب و قلت بينما ركعت على احد قدماي و لازال نظري متوجها لسجن و وضعت يدي فوق ركبتي (حسنا في البداية يجب ان نتأكد ان ساكيو لا يزال في السجن ) حركت تيماري رأسها بتسائل و قالت (كيف سنتأكد) اجبتها مع تنهيدة عميقة (الامر بسيط ستدخلين الى السجن و تتنكرين على شكل حارس ثم تتجولين بين الزنزانات حتى تعثري عليه) ردت علي (حسنا لكن هذا سيستدعي ان تخبرني بمواصفاته ) .....(لا بأس ... انه فتى ببشرة بيضاء صافية و لون شعره أسود و اكثر ما يميزه بريق عينيه الزمردتين و هناك شيء سيزيد الأمر وضوحاً و هي الشامة الموجودة على رقبته ستبدو واضحة لو اقتربتي ) تحولت ملامح تيماري للجدية و قال (يووش سأنتلق ابقى انت هنا الى ان اعود و انتبه على ان لا يراك اي أحد) هززت رأسي بالايجاب لتختفي من امامي بلمح البصر
..................
في اللحظة نفسها اصبحت خلف احد الحراس البوابة الامامية قطعت رأسه بحركة واحدة ليطير عاليا و يتهاوى جسده ارضا
قالت بانزعاج (تبااااا رأسه ابعتد علي ان اخذ الخوذة منه هففف) توجهت الى رأسه و رفعته ثم اخذت الخوذة منه و نظرت لرأس القبيح و العينان الميتتان و حدقت بهما ثم رمت الرأس بغير اهتمام و قالت بسخرية (تبا لم يستحم منذ قرون) وضعت الخوذة على رأسها و كانت كبيرة قليلا
ثم توجهت الى الجسد و سحبته الى منطقة مظلمة و خلعت الزي عنه ثم قامت برتدائه 
قفزت الى داخل حصن السجن بحركة سريعة و وقفت في منطقة مظلمة لتخرج بعدها و تخطلت بالحرس
توجهت الى داخل مبنى السجن محاولة عدم لفت الانظار
لتسمع صوت غليظ من خلفها يقول (يا انت ) تصببت تيماري عرقا و قالت في نفسها (سيء هل اكتشفني) ادارت ظهرها ببطئ بينما لا زالت ترتجف وقالت بتوتر (م...ما الأمر ) اجابها الحارس (توجه الى الزنازين و تأكد ان الأوضاع هادئة
ثم أكمل الحارس سيره
تنهدت تيماري بعمق و قالت بينما اراحت نفسها (جيد لم يتم كشفي و الأفضل أني لن أثير الشبهات بتفقدي لزنازين) بدأت تيماري بالتجول في السجن الأشبه بالمتاهة قالت بانزعاج (تبااااا اين تلك الزنازين اللعينة) لتسمع حارسان يقول احدهما للاخر ( ارغب بقداء ليلة مع احد المساجين لنتوجه الى الزنازين) انهى كلامه بضحكة خبيثة
عقدت تيماري حاجبيها و تكلمت مع نفسها (يقضي الليلة مع احد المساجين) ثم ضربت خديها بحركة خفيفة و اردفت (لا هذا غير مهم الان علي تتبعهما لأجد الزنزانات ) لحقت تيماري بالحارسان دون ان ينتبها وصولا لمكان الزنزنات
باشرت تيماري بتفقد الزنزانات وما رأته هو معنى البؤس الحقيقي رأت جثث مرمية ماتت من الجوع لم يتعب حتى الشياطين انفسهم بدفنها واللذين سائهم الحظ و بقوا احياء جردوا من كل معالم الانسانية و الحياة وجوه باردة و عيون فارغة
بمجرد ان يروا اي حارس يرتعدون خوفا
و ربما هذا ما ساعد تيماري في مهمتها
حيث لفت نظرها فتى لم يبدي معالم الخوف و لولا اصوات انفاسه لظنته ميتا مثلت تيماري انها غضبت لوقاحته و امسكته من شعره الاسود. الحريري ثم مثلت بكلامها التعالي و الغضب قائلة(ايها الجرذ كيف تتجرأ على عدم الابتعاد عن طريقي ) رد عليها (ان رغبت بجلدي ففعلها بسرعة)
لم تسمع تيماري ما قاله فقد كانت مشغولة بتفقد رقبته
فتحت عيناها على اخرهما برؤيته لشامة بجوار رقبته
حاولت التدقيق بسبب صعوبة الرؤية في وسط ذلك الظلام الحالك لمعرفة لون عينيه
لتلمع الزمردتان اللتان لديه بقوة و كأن الام العالم اجتمعت بها
قالت تيماري بنفس متشكك (يا فتى ما هو اسم...) ليقاطعهما دخول أحد الحراس قائلا بخبث (ما الأمر هل عدت ايها الغر ساكيو الى الشغب انت حقا لا تهتم لحياتك) نظرت تيماري لساكيو و قالت بنفسها(اذن انه هو شقيق كيمارو حمدا لله انه لا يزال هنا ) ثم وجهت كلامها للحارس قائلة ( لا هو لم يفتعل أي مشكلة) نظر لها الحارس بحدة وقال (اتحاول ان تدافع عنه يا هذا؟) اجابت تيماري بتوتر(لاا....لم أقصد ذلك) توجه لها الحارس و ابعدها عن ساكيو ثم اخرج سوطا كان معلقا في سرواله و بدأ يرسم به خطوطا من دم على ظهر ساكيو
عجزت تيماري عن فعل أي شيء فانتظرت حتى يفرغ الحارس من ما يفلعه
والغريب بالأمر أن ساكيو يتحمل الضربات بدون أي انين حتى
لم تستطع تيماري النظر له حتى ابعدت نظراتها عنه
و بعد دقائق بدت كساعات انتهى الحارس من جلد ذلك المسكين الذي يقبع على الأرض كجثة هامدة
ابعده بقدمه ثم نظر لتيماري و قال لها (خذه و ضمد جورح هذا الغر فسوف يعرض للبيع بعد اسبوعين و تعلم من سيشتريه سيحب ان يكون الجسد سليما ليشوهه هو)
خرج الحارس من الزنزانة و سارعت تيماري ساكيو على النهوض
ثم توجهت معه الى غرفة الطبيب و وضعته على احد الاسرة
وجهت انظارها في الانحاء و قالت برتياح (جيد لا أحد هنا ....يا فتى أأنت بخير؟) رمقها ساكيو بنظرة فارغة لم تفهم معناها ثم اعادت سؤالها (اجبني هل انت على ما يرام؟) رد عليها بمقت (ولما ترغب بالمعرفة حتى؟) ردت عليه ببتسامة (لأن كيمارو ينتظرك الان و من المؤكد انه سيرغب ان تكون بخير) ما ان انهت جملتها حتى امسكها كيمارو و وضعها على السرير ثم احاطها بذراعيه قائلا بينما الدموع تخرج من عينيه (م..ماذا قلت ا..انت تعرف اخي هل تكذب اخبرني )علا صوته عند اخركلمة و كأن مشاعر سنين ظهرت في تلك الحظة
-----------------------------
يتبع....

خاتم الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن