الجزء الأول: خيبة أمل

54 5 33
                                    

   بسبب أطماع بشرٍ تجاوزت حدودها، بسبب تعرض كثيرٍ من الناس للظلم، بسبب ضعف حكومةٍ وقوة أُخرى، واحتلال الأراضِ وطرد أهلها بغير حق، وانتشار الجرائم... حلَّت الحرب الكبرى معلنةً بداية مأساةٍ جديدةٍ تشهدها البشرية.

   فكان على معظم سكان مدينة دوانارا الانظمام للجيش، بينما الفئة القليلة منها هاجرت بحثاً عن حياةٍ لا وجود لها، في المعسكر الثاني مجموعةٌ من الجند من مدينة دوانارا نجوا بالكاد من الكارثة، فكان عليهم وعلى الجميع فعل مالا يُفعل للنجاة من الموت.

- ٩:٤٠ م -

   في أول ليلةٍ للجند؛ يتقدمون لمنتصف المعسكر ويقسمون بحماية وطنهم، ويشهد على القسم بعضٌ من رجال الحكومة رغم معرفتهم التامة بأن ما بداخل نفوس الجند شيءٌ آخر تماماً.

   " أنا إيتاشي وأُقسم بأن أحمي وطني وأُضحي بحياتي إن تطلب الأمر ذلك.. " صرخ بها جنديٌ بحماس عاقداً حاجبيه كأنه جادٌ فيما يقول.

   بينما نظر له جنديٌ آخر بنظرات استصغارٍ وابتسامةٍ مائلةٍ حدَّث نفسه " إيتاشي، يالك من مخادعٍ كبير، رغم هذا سيصدقك الكثير "

   " كانون وأُقسم أن أحمي وطني وأُدافع عنه.. " قالها كانون بنبرة مللٍ تنافي ما يقول، وهو نفسه من وصف إيتاشي بالمخادع.

   " أندا وأُقسم بحماية الوطن والدفاع عنه بكل ما أُتيت من قوة " بؤبؤ أندا ينظر للأعلى وتبتسم وتقول هذا، وأُعجب بها كثيرٌ من الرجال غير مدركين وقوعهم بكمين.

   جنديٌ خلف آخر، من أقسم بحماسٍ ومن أقسم بلا مبالاةٍ لإدراكه أن الحكومة لن تفعل شيئاً ضده، فهي بحاجةٍ لأكبر قدرٍ من الجند.

   " طعامكم متوفرٌ في الغابة، سنقسمكم إلى فرقٍ وسيكون على كل فرقةٍ البحث عن الطعام وجلبه للمعسكر كل يومين، ليسمع كل واحدٍ اسمه ويعرف فرقته " صاح رجلٌ من التابعين للحكومة، فهي ضعيفةٌ لدرجة عدم قدرتها على توفير الطعام.

   بعد رحيلهم توزَّع الجند في المعسكر، وفي الظلام بين الخيام؛ صرخت فتاةٌ صرخةً مكتومة، سقطت تصارع الموت والدم ينزف منها بغزارة، وأمامها جنديٌ يمسك بسيفٍ لم تبرز ملامح وجهه تماماً، لكنك ستلاحظ أنه أسمر البشرة بعض الشيء.

   " أعضاء فرقتي يبدون ممتعين.. باستثنائك أنتِ، تبدين جبانة ومملة وأيضاً.. لستِ جميلة! " بصوته الهادئ برر سبب قتله لها، ثم لتعلن استسلامها للموت.

   جلس كانون مع ثلاثة جنودٍ في منتصف المعسكر، رأى كانون إيتاشي وهو يمشي قاصداً وجهةً معينة.

   " هاهو الكاذب الكبير يقترب، أما زلت تمارس ألاعيبك حتى على الحكومة؟ " توقف إيتاشي حال سماعه لكانون يقولها مبتسماً.

غادرووا المعسكر الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن